أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العقبة.. آن الأوان لأن تحلّق!


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

العقبة.. آن الأوان لأن تحلّق!

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
منذ انشائها صاحب الجدل العقبة كمنطقة اقتصادية خاصة وكان السؤال الأبرز الذي يثير الضجيج هو هل العقبة مستقلة إداريا وماليا؟.
وبين شعار لا لسلخ العقبة عن المملكة، وبين استقلاليتها قرارا وإدارة ضاع وقت وفاتت فرص.
لكن قناعة بعض رجالات الاقتصاد في القطاع الخاص بأن على العقبة أن تمضي دون النظر إلى هذا الجدل الذي لا بد أن ينتهي.. دفعتهم الى المضي قدما بمشاريع سياحية واجتماعية طموحة، فكانت «آيلة» التي غيرت وجه العقبة وبعدها سرايا العقبة وغيرها من الفنادق، لكن ما زالت بحاجة إلى المزيد كما قال رئيس سلطتها نايف الفايز.. فالغرف الفندقية لا تكفي لكن الأهم هو تنوع تصنيفاتها بين فئات أقل من خمسة نجوم.
حفلة لمطرب مشهور أو فاعلية سياحية جاذبة كفيلة بأن تشغل كل غرف الفنادق، فما العمل إذا كان الطموح هو جذب ملايين السياح من الخارج كما في شرم الشيخ والريفيرا التركية؟.
عندما انطلق رجال اعمال وطنيون في مشاريعهم الطموحة كان البعض يستكثرها ويرى فيها مبالغة، وقيل ان استثمارات سياحية بقيمة تتجاوز ١٦ مليار دينار، قيل «هذا كثير ولمن"؟..
تذكرت ما قيل عندما توسع الاستثمار الفندقي في عمان، وقيل انت متفائل اكثر من اللازم، الى ان رأينا ان الفنادق بوضعها الراهن لا تكفي وان مؤتمرا كبيرا بحجم ١٥ الف مشارك جرى الاعتذار عنه لعدم توفر الغرف وايضا لعدم توفر قصور للمؤتمرات وتذكرنا غياب احد اهم عوامل جذب السياحة الاكثر انفاقا وهي سياحة المؤتمرات.
هذا ما جعل قيادات العقبة المتعاقبة في حيرة عندما تلهوا في قضايا إدارية لتحديد هوية العقبة عوضا عن مهمتهم الأصلية وهي جذب الاستثمارات السياحية وابتكار منتجات جديدة.
لا بد من فك إشكالية التشابك والتناقض في السلطات والصلاحيات فالعقبة لا تحتمل أن تقع في أتون بيروقراطية تعطل خططها وبرامجها مثل المحافظة والميناء وسلطة الطيران والجمارك والضريبة وغيرها عشرات الهياكل الإدارية التي تبقي عليها وتحولت الى حجر سنمار أضرار إزالته أشد من أضرار الابقاء عليه.
يكفي العقبة ما تواجهه من منافسة قوية على مستوى الإقليم حتى تحتاج إلى منافسة في تباين وجهات النظر حول مستقبلها وهويتها كمنطقة خاصة تديرها سلطة مستقلة يحكمها قانون خاص أو تابعة للحكومة المركزية.
مشكلة العقبة كما هي مشكلة المملكة ارتفاع التكاليف، لكنها بالنسبة للعقبة أعمق تاثيراً لتناقضها مع ضرورات جذب السياحة.. كلفة الطاقة العالية وأسعار المياه والضرائب.
لا تحتاج العقبة إلى صياغة رؤية مستقبلية هي تحتاج إلى قرار سياسي يضعها على الخارطة، وإلى خطوات شجاعة تتجاوز تابوهات يظن البعض خطأ أنها من المحرمات.
العقبة في منتصف دائرة اهتمام الملك، وهي اليوم برعاية ومتابعة ولي العهد.. آن الأوان لأن تحلق.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ