مَنْ يتخذ الصحافةَ والكتابة مهنةً، سيرتكب الأخطاء. ولطالما كتبت عن منح «حق الخطأ» لمن يكتب ويعمل.
لا يُعقل أن تصدر الصحف كل يوم وعلى مدار عشرات الأعوام بلا أخطاء، ولعل ردود الفعل العامة على تلك الأخطاء، هي ما دعت إلى تسميتها «مهنة المتاعب».
في الاخطاء الطباعية والكاريكاتيرات والصور، التي تقع في الصحف وفي الكتب والمجلات، ثمة اخطاء طبيعية، والنسبة المتعارف عليها هي وقوع نحو 2% من الأخطاء.
لا شك ان بعض الأخطاء طفيفة وليست جسيمة وان بعض الأخطاء جريمة !! والفيصلُ الحَكمُ هو التعمد أو عدمه.
ومن نافل القول الإشارة إلى استحالة ان يقصد كاتبٌ الإساءةَ إلى أهله وناسه، أو يتعمد استفزاز قرية أو عشيرة.
الكاتب الصديق عمر كلاب- أبو مؤاب، لم يقصد الإساءة إلى أهلنا كرام القوم عشيرتي الفريحات والعضايلة.
ولمّا لم يتقبل كرامُ القوم ما صدر عنه، وهذا رأيهم وحقهم، فقد بادر أبو مؤاب إلى الطلب من العين الشيخ طلال صيتان الماضي والعين مفلح الرحيمي مساعد رئيس مجلس الأعيان والنائب خليل عطية وعدد من الذوات، التوجه إلى عشيرتي الفريحات والعضايلة للاعتذار ولتطييب الخواطر على قاعدة «ان الاعتذار عند كرام الناس دِيّة».
كتبت مقالةً في صحيفة «صوت الشعب» عام 1983، حول أمانة عمان فاتصل بي أمين عمان عبد الرؤوف الروابدة، موضحاً ما فيها من أخطاء، يعرف أنني وقعت فيها بسبب جهلي، فاعتذرت عنها في اليوم التالي بمقالة عنونتها «فحّطت» !!
ومن الكتابات الصحفية ما قتل صاحبه !! فقد كتب الصحفي اللبناني سليم اللوزي مقالة بعنوان «العقدة والعقيد» على غلاف مجلته الأسبوعية «الحوادث»، مما أدى إلى اختطافه في 25 شباط 1980 وتعذيبه بوحشية واغتياله.
أمّا الصحفي الأردني البارز الصديق ميشيل النمري فقد ارداه قاتلٌ مأجورٌ في أثينا يوم 18 أيلول 1985، بسبب إصدار «النشرة» التي كرّسها للمعارضين الأحرار العرب وأصبحت واسعة الانتشار، لشجاعة صاحبها في فضح انتهاكات الأنظمة العربية الدكتاتورية.
لن يفلت الصحفيون من ارتكاب الأخطاء ! ولن تبخل عليهم مجتمعاتهم بالتسامح وتفهم «حق الخطأ».