نحن نحتاج لقوانين تنظم الصحافة والنشر, لكن ما نحتاجه أكثر هو حماية الوجدان الوطني.. حماية الهوية, والدين, وحماية الوطنية الحقيقية..
نعم نحن نحتاج لقانون جرائم إلكترونية, في ذات الوقت نحتاج أكثر لأن نزرع وازعا في قلوب الجيل الحالي يبين لهم أن التراب الوطني أشرف وأطهر بألف مرة من الوقوف على باب السفارات.. نحتاج لأن نقنع الناس بأن إنتاج كتيب صغير في اللهجات الفلسطينية والموروثات الأردنية لهو أشرف بمليون مرة من إنشاء مراكز التمويل والحديث عن الطفل والمرأة والتمكين وحقوق الجسد وحقوق الأنثى.
نحن نحتاج أن نزرع بيت أمل دنقل على صفحة كل كتاب: (أترى حين أفقأ عينين ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. فهل ترى, هي أشياء لا تشترى).. كي يعرفوا أن رؤية وطننا بعيون أردنية, أفضل ألف مرة من رؤيته بالدولارات الأميركية أو بالقيم الأوروبية.. نحتاج أن نسن قانونا للقلب يؤكد أن (المرجلة) على الدولة لم تكن يوما وظيفة الأردني، وأن التطاول على الدستور وشتم الناس.. لا يسمى معارضة, وأن صفحات الفيس بوك تمنح الجبناء الكثير من الشجاعة.. بالمقابل الأرض حين تحرثها وتدرسها تمنحك العرق والتعب وربما بعض الديون, لكنها تمنحك الكرامة أيض?.
نحتاج ما هو أكثر من قانون.. ونحتاج لأكثر من تشريع, نحتاج لأن نخبرهم بأن النقود التي تأتي من الخارج.. لقاء قيامك بالشغب على وطنك هي حرام, وأن المؤتمرات التي تعقد في تركيا وسويسرا وعواصم أوروبا باسم حقوق الإنسان...يتم جرك لها كي تشهد على وطنك, صحيح أنهم يحتضنوك في غرف فاخرة وتأكل من أفضل الأطباق ويمنحونك شيكا (محرز)..لكنهم يسوقونك مثل الشاة للشهادة على وطن....كان أكبر من محاكمهم وأكبر من مؤامراتهم وأكبر من كل قوانينهم الزائفة...
هم يريدون لعقلك أن ينقلب على الدين والموروثات، يريدونك أداة لتجريبهم وتخريبهم...يريدونك معول خراب لا مداميك بناء.
نحتاج لقوانين ولكن نحتاج للقلب الأردني النقي أكثر.. نحتاج لأن يفهم الناس، بأن البعض لديه المعارضة سلعة, يقذفها في السوق.. وتخضع للعرض والطلب, وفي النهاية تباع مثل علبة السجائر المهربة.. نحتاج لأن نفهم أن (المراجل) لا تمارس على الدولة, بل تمارس على من حرفوا البوصلة عن فلسطين.. على من حرفوها عن أطهر وأكبر وأشرف قضية, وأوقعونا في شباك (الجندر) وحقوق المرأة, أغرقونا في جدل مؤسسات التمويل.. وتفاخروا بديمقراطية إسرائيل ونسوا أن الزيتون الفلسطيني عمره أكبر من عمر الكيان الغاصب.. لو دخل الزيتون الفلسطيني عصبة الأم? المتحدة, لكان الآن عضوا في مجلس الأمن.
نحتاج لأن يفهموا.. أن صرامة الدولة لا تعني الانتقام, وإن إنفاذ القانون لا يعني الديكتاتورية.. وأن شكواهم والبكاء وحجم العويل الذي يمارسونه, ما هو إلا رسائل للممول.. ورسائل أخرى لمن يدفع الممول.. وفي النهاية, يريدوننا دولة كرتونية تفصل على مقاس أفكارهم.. ومقاس تمويلهم، ومقاس بيوتهم التي بنيت من عطايا السفارات..
الوجدان الأردني يحتاج للحماية والتحصين.. وما نفع القوانين إن لم يكن قلبك مغروسا في تراب البلد بمثل ما هي زيتوناته مغروسة وصامدة وتقاوم الريح.