أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هجرة الشباب وأشياء أخرى


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

هجرة الشباب وأشياء أخرى

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
على العكس بظني أنه يجب تشجيع الشباب على العمل خارج الأردن، فمن ناحية هم يكتسبون خبرات تعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم مستقبلا ومن ناحية يرفدون حوالات المغتربين بمزيد من الأموال التي ختامها البلاد والتي تمثل البند الثاني بعد الدخل السياحي.
صحيح أن توفر فرصا للشباب في بلدهم أفضل مئة مرة لكن ماذا عساهم يفعلون إذ ضاقت عليهم هذه الفرص.
لنكن صريحين! يقطع الشباب المسلح بالعلم والمهن نصف المدة التي قد تستغرقهم في بلدهم لتحقيق اهدافهم في الارتقاء المهني وفي حياة افضل، ليس لسبب انما فقط لان متوسط الدخل هنا اقل كثيرا من بلدان الهجرة.
في استطلاع سابق أن نسبة ليست قليلة من الاردنيين يفكرون بالهجرة!
الاستطلاع هو للشبكة البحثية «الباروميتر العربي»، وقد وجد ان الأردن من أكثر دول الشرق الأوسط التي يفكر سكانها بمغادرة البلاد، نسبة ليست قليلة.
وأضافت الشبكة، في تقرير بالطبع في مقدمة الاسباب وربما الوحيدة هي الظروف الاقتصادية و6% من أجل فرص تعليمية.
شباب الأردن هم الأكثر إقبالا على الهجرة مقارنة بالأكبر سنًا، حيث أن 63٪ من الشباب يفكرون بالهجرة وهم من المتعلمين.
هذه النتائج ينبغي ان تستفز صانع القرار والمسؤولين وواضع السياسات ومنفذها بدلا من الدعوات الشفاهية لعدم الهجرة التي يبالغ بعض المسؤولين في اطلاقها بين فترة واخرى.
الاردن الذي شكل لعقود طويلة موئلا للباحثين عن الاستقرار والحياة الهادئة والحرية لربما يواجه تحديات تتسبب في اضعاف هذه الميزة والسبب هو ليس تردي الاوضاع الاقتصادية فهذه حالة مر بها حتى بلد الاحلام «أميركا» انما ندرة الفرص وغياب الحلول وفي الاولى ما زالت الواسطة والمحسوبية تاكلها مثلما تأكل النار الهشيم وفي الثانية اضعاف القطاع الخاص، وقد ظلت الحكومات تعوض نقص الايرادات بالضرائب عوضا عن الاستثمار وقد ظل القطاع الخاص بين مطرقة الضرائب المتغيرة وسندان تبدل التشريعات وضغوط الانظمة والتعليمات.
ليس جمهور المهاجرين أو الراغبين في الإقدام على هذه الخطوة من طبقة غير المتعلمين, بل أن خيرة العقول والكفاءات الأردنية هي التي تسكنها هذه الفكرة, ويعملون على تنفيذها مثل حلم كان يراود كثيرا من الشباب الذين إعتدنا على رؤيتهم يصطفون في طوابير أمام السفارات طلبا لتأشيرة أو هجرة, لكن الطموح في أوضاع أفضل كان دافعهم, بيد أن مهاجري اليوم فإن البحث عن فرصة في مكان ما هو الدافع الوحيد.
ليس المهم هو إزالة الرغبة لدى الشباب بالهجرة او العمل بالخارج فخطرهم في النهاية لوطنهم بل الاهم هو بذل كل ما يمكن. لعدم هجرة رجال الأعمال والمستثمرين الأردنيين إلى أسواق أخرى.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ