أول مرة شاهدت فيها وزير الداخلية مازن الفراية كانت بعد شهرين من تسلمه موقعه الحالي.. مازن كنت تشعر أنه حين يريد مغادرة مكتبه، يبدأ بالبحث عن شيء.. وحين يجلس معك يتحسس رأسه, ويراقب الطاولات.. القصة باختصار أنه مصاب بمرض اسمه (متلازمة البوريه)..,البوريه–كما هو معروف–الطاقية العسكرية.
وكون الرجل انتقل من الحياة العسكرية إلى المدنية, ظلت متلازمة (البوريه) تطارده... فهذه الطاقية لها أعراف عسكرية خاصة ولها طريقة توضع بها على الرأس بحيث تبرز الشعار, وأنت لا تستطيع أداء التحية العسكرية إن لم تكن ترتديها.. عليك فقط (بالتهيأ).. وتلزمك أن تؤدي التحية إن كنت ترتديها... (البوريه) باختصار له قوانين لايعرفها إلا من يفهم معنى (خو) وعاش في معسكرات الزرقا.
مازال مازن الفراية للان يبحث عن (البوريه).. لأن الجيش يسكن فيه.., ويظل حيا في داخله حتى بعد التقاعد...
المسؤولية لدينا مقسمة, بين من يبحثون عن ماكنة (الايكوس) السجائر الإلكترونية... وحافظة السجائر والموبايل حين يغادرون, وبين من يبحثون عن (البوريه).. وفجأة يتذكرون أنهم غادروا الخدمة.
للعلم (متلازمة البوريه) لاشفاء منها أبدا, ونحن لا نطلب أن نشفى منها أصلا... لأنها ترتبط بالمبادئ والتراب, ولا يصاب بها إلا الأوفياء..
هل ما زال مازن الفراية يا ترى يبحث.. عن (البوريه)؟