أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المركز الوطني لتطوير المناهج: إنجازات مبشرة


أ. د. خالد عطية السعودي
أستاذ المناهج والتدريس/جامعة الطفيلة التقنية

المركز الوطني لتطوير المناهج: إنجازات مبشرة

أ. د. خالد عطية السعودي
أ. د. خالد عطية السعودي
أستاذ المناهج والتدريس/جامعة الطفيلة التقنية
مدار الساعة ـ
لم تعد المخاوف التي رافقت تأسيس المركز الوطني لتطوير المناهج قبل ستة أعوام قائمة، فقد قيل أن المركز جاء لتفريغ وزارة التربية والتعليم من مهامها، وإذا بالمركز يثبت أنه شريك بمعنى الكلمة للوزارة، يسيران في خط مستقيم...!
وقد قيل أن المركز يهدف لتفريغ المناهج من محتواها القيمي، وإذا بالمركز يقدم إطارا عاما للمناهج يقوم على مبادئ ومرتكزات معرفية، وثقافية، ووطنية، وفلسفية ونفسية... ويقدم أنموذجا متقدما في صناعة المنهاج التعليمي.
اليوم، يقدم المركز الوطني نفسه كمؤسسة رسمية مستقلة ماليا وإداريا... تنسجم مع فلسفة التربية والتعليم الأردنية واهدافها، والثوابت الدينية والوطنية، وينسجم مع أرفع الممارسات العالمية الفضلى.. وهو - من قبل ومن بعد - استجابة لمخرجات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2021- 2025، ورؤية التحديث الاقتصادي، آخذاً بعين الاعتبار مواكبة العصر، بما ينسجم مع السّياق والثوابت الوطنيّة الأردنيّة.
لقد استطاع المركز خلال فترة وجيزة إنجاز العديد من الأطر الخاصة بالمباحث الدراسية كالرياضيات والعلوم والتربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية المهنية... وما يتبع ذلك من المصادر التعلمية والتعليمية، حيث تم إنجاز منهاج رياض الأطفال التطوري، كما أنجزت كتب الرياضيات والعلوم، وشارف تأليف كتب التربية الإسلامية على الانتهاء، في حين بدأ إصدار كتب اللغة العربية، والدراسات الاجتماعية بفروعها المختلفة. بالإضافة إلى إنجاز عدد كثير من أدلة المعلمين لمباحث دراسية مختلفة..
وتشير نتائج الدراسات الحديثة التي تناولت المقررات الصادرة عن المركز أنها نوعية التوجه، تحتوي على مهارات متقدمة في التعلم الذاتي والمهارات الحياتية وتنمي استراتيجيات التفكير ، وتغرس القيم الإنسانية العالمية المشتركة، وتؤنسن المعرفة العلمية والتطبيقية قبل المعرفة الأدبية والاجتماعية...! بالإضافة لإدماج التكنولوجيا الحديثة، والمفاهيم العابرة، وكفايات التربية الإعلامية والمعلوماتية في عدد من المناهج الدراسية..!
الجميل حقا أن المركز يفتح ذراعيه للجميع، في سعيه الدؤوب ليكون بيت خبرة محلي وإقليمي وعالمي، فهو لا يفتأ يبحث عن الخبراء ليشاركونه في عمليات التأليف والمراجعات والتحكيم والتجريب، ومن ثم المشاركة في عمليات تدريب المعلمين التي يجريها المركز بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ، ولا أدل على ذلك من الحضور المكثف للميدان التربوي، من معلمين ومعلمات في القطاعين العام والخاص، ومدارس الثقافة العسكرية و"الأونروا" وأكاديميين وتربويين من الجامعات..!
يجد الزائر للمركز الوطني لتطوير المناهج أنه في مكان مكلل بالعمل، مشرق بالعطاء، مفعم بالأمل.. فهذا المكتب تعقد فيه الاتفاقيات وتستقبل فيه الوفود، وهذه القاعة تجتمع فيها اللجان للإعداد والتأليف، وتلك القاعة تلتقي فيها مجموعات التركيز لإبداء الملاحظات، وهنا يعقد مجلس تنفيذي يقف على كل حرف مكتوب يقيس درجة حرارته، لتتواءم مع المناخ المعرفي والنفسي للطالب،، وهناك يعقد مجلس خبراء يحلل ويقيم ويقرر...!
إن هذه الجهود الكبيرة والمميزة يقف خلفها جنود أوفياء، يتمثلون بقيادة المركز: رئاسة وإدارة ومجالس متعددة، وفرق علمية وأكاديمية عاملة معه...
وبعد،
فالمركز الوطني لتطوير المناهج قصة وطن لا تنتهي بيوم أو بعام .. قصة وطن تصاحبنا وتصاحب أجيالنا ومستقبلنا مدى الدهر ..!
مدار الساعة ـ