اقر هنا ان معظم الاحزاب الاردنية القديمة والجديدة لديها ضعف في تقديم برامج اقتصادية خلاقة.
على مدى جولات الرئيس الخصاونة وبعضا من فريقه على الجامعات الاردنية في حوارات سياسية، ان اول ملاحظة يتنبه لها المتابع هي ضعف القواعد المرشحة لان تحمل الاحزاب!. هل هي ضعف القناعة ام البناء الحزبي الذي غاب عن المشهد عقودا طويلة.
وحدها الاحزاب العقائدية هي التبيان الشخصية الحزبية لدى منتسبوها لكنها لم تواكب التطورات فظلت هذه الشخصية جامدة عند مستوى العقود التي كان العمل الحزبي فيها نشطا لكن لم تصل الى تقديم برامج عملية واقعية.
حسنا ساترك لخبراء السياسة تحليل ذلك لكننا امام منعطف فيه من التشابك اكثر مما فيها من التناغم، ذلك ان تنظيم القوانين لخدمة العمل الحزبي الذي انفق الرئيس حواراته لحث الطلبة على الانتظام الحزبي لم تكتمل.
مثل غالبية المواطنين لست من المعجبين بالأحزاب الأردنية الراهنة خاصة وانها لا زالت تحتاج الى المزيد من العمل لتصل الى مرحلة الاحزاب البرامجية، وقد وضع بعضها غاية الوصول إلى الحكم قبل ان تتمكن من بناء الحزب او قل ان الحزب وسيلة وليس غاية في حد ذاته.
ما راي هذه الاحزاب في برامج التصحيح الاقتصادي؟.
وكيف ترى الحلول للبطالة وما هي وجهة نظرها في اليات جذب الاستثمار وما هو رايها في وسائل استغلال الاراضي التابعة للخزينة وكيف ترى الطريق الناجح لتحقيق النمو الاقتصادي وما هي برامجها التنموية؟، وعشرات الاسئلة على هذا المنوال.
حجة الاحزاب في ضعف الانتساب هو ان الوعي الشعبي لم يرتفع إلى مستوى العمل الحزبي الحقيقي، وهذا غير صحيح فلماذا لا تكون ضعف القناعة هي السبب؟.
لعل ما يدعم ما سبق وان اشرت اليه من ان غاية راس الخزي من تاسيس الحزب هو الوصول الى السلطة هو كثرة الاحزاب خصوصا من اللون الواحد.
الاتجاهات السياسية في الاردن كما هي في محيطه معروفة وهي قواعد جاهزة فهناك الوطني وهناك، القومي العربي، وهناك اليساري، واخيرا الإسلامي، فلماذا لا تنضوي في أربعة أحزاب تمثل كل هذه الاتجاهات.
الجواب هو اننا بصدد احزاب رؤوس وليست احزاب قواعد!.
الظل الاقتصادي للغالبية من الاحزاب الراهنة لا يختلف كثيرا عن برامج الحكومات بل هو نسخ مكررة منها.. فما هو الجديد؟.