ونحن صغار، دائماً ما كنا ننظر إلى البطولات العالمية بعين التمني ونتساءل في قرارات أنفسنا: هل من الممكن في يوم ما أن يشارك منتخبنا في هذه البطولات على اختلاف أنواع الرياضات؟ وألا يستحق علم بلدنا أن نراه ضمن أعلام الدول المشاركة لتكون الأفضل في العالم بهذه البطولة أو تلك؟
اليوم تحقق ذلك، وللمرة الثالثة يشارك منتخبنا الوطني لكرة السلة في بطولة كأس العالم 2023، نعم كأس العالم لكرة السلة المزمع إقامتها في الفلبين واليابان وإندونيسيا وتبدأ في الخامس والعشرين من آب الجاري، بحيث أوقعت القرعة منتخبنا في المجموعة الثالثة إلى جانب الولايات المتحدة الأفضل بالعالم، واليونان ونيوزيلندا التي يشارك بهما 32 منتخباً على الأقوى في العالم.
رياضياً نحن في الأردن نمتلك خامات جيدة نتمنى لها التوفيق في هذه البطولة وتقديم ما يطمح له الشارعيْن الأردني والعربي؛ فالتواجد في بطولة كأس العالم ورفع علم بلدنا وسماع النشيد الوطني يعد بطولة بحد ذاتها لأي لاعب أو مواطن أو مشاهد أو مشجع، ولا شك بأن هذا الجيل ليس أفضل جيل يمثل لعبة كرة السلة لدينا؛ إذ عُرفنا في ثمانينيات القرن الماضي بالجيل الذهبي، من خلاله بدأت مسيرة كرة السلة بالظهور والبروز عربياً، وفي بداية الألفية ، كان لدينا جيل من الصقور ولكن لم تكن طريقة الوصول لكأس العالم متاحة بالشكل الذي عليه الآن مقارنة بالماضي.
أما فيما يتعلق بالمجنس فإننا نتمنى إعادة النظر باختيار أي مجنس حتى يقدم الغايات المرجوة منه ويقدم الإضافة التي جنس من أجلها في قادم الأيام، كما نتمنى التوفيق للجهاز الفني الوطني واللاعبين لتقديم صورة تليق بوطننا الحبيب.
إدارياً، فإنه يسجل للاتحاد الأردني لكرة السلة ما قدمه من أجل وصول منتخبنا للبطولة العالمية، ويظهر لنا جلياً محاولاته الجادة لإعادة ألق كرة السلة الأردنية إلى سابق عهدها من خلال إيجاد دوري كرة سلة قوي متابَع ومشاهَد لإعادة قوته التي تنعكس على المنتخبات الوطنية، وتُعد في الوقت ذاته مهمة للشارع الأردني والعائلات الأردنية لكونها المتنفس لهم عندما يتواحدون على مدرجات الصالات الرياضية التي تجمع العائلات جنباً إلى جنب.
من هنا يتوجب علينا الافتخار بتواجد منتخبنا في هذه البطولة العالمية التي لا يشارك فيها إلا كبار العالم، كما يتوجب على الجهات الرسمية والإعلامية وحتى الجماهيرية محاولة التسويق لبلدنا، لأن مجرد تواجدنا في مثل هذه البطولات يعني ويشكل أفضل تمثيل للأردن، ما قد يمكننا من تحقيق نتائج تنعكس سياحياً واقتصادياً وحتى ثقافياُ لأكثر من عشر سفارات.
في الختام، كل أمنيات التوفيق لمنتخبنا الوطني في الحصول على مراكز تليق به وبوطننا وسمعته الدولية في كافة المحافل العالمية.