أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عن الثقافة.. والنساء.. وفلسطين.. والبديل


بلال حسن التل

عن الثقافة.. والنساء.. وفلسطين.. والبديل

مدار الساعة ـ
تتداول بعص مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يقول ان المسلمين في السويد جمعوا اثنين مليون ونصف المليون كرون سويدي، واشتروا الأرض التي ارتكبت عليها جريمة الإساءة للقرآن الكريم وحرقة، وأن هذه الارض خصصت لاقامة مسجد للمسلمين عليها.
وفي نفس اطار الرد على الإساءة للقرآن الكريم، تمت ترجمة القرآن الكريم الى اللغة السويدة، وتوزيع نسخه المترجمة مجانا.
رد الفعل هذا على جريمة إحراق نسخة القرآن الكريم في السويد، يشكل خروجا على مألفه الناس من تعامل المجتمعات العربية والإسلامية في العقود الأخيرة مع الازمات والتهديدات التي تواجهها هذه المجتمعات، فقد ادمت هذه المجتمعات على سياسة شجب ممارسات من يعتدي عليها، ويشكل تحد لها، ثم تسعى إلى التكيف مع الأمر الواقع والقبول به، سواء كان هذا الاعتداء احتلالا لارضها اوسلبا
لثرواتها او استباحة للحرياتها. مع ان الأصل والصواب هو السعي لرد العدوان، واسترداد الحقوق، من خلال طرح البدائل لما يواجه هذه المجتمعات من تحديات.
كثيرة هي الاعتداءات و التحديات التي تعيشها مجتمعاتنا وتكتفي بشجبها، ثم تتكيف معها، فعلى الصعيد الثقافي تتحدث الاغلبية الكاسحة من أبناء هذه المجتمعات عن الغزو الثقافي والفكري لها، وتلمس آثار هذا الغزو في بيوتها وسلوك أبنائها وبناتها ونسائها ، ومع ذلك لم تتقدم مؤسسة اوهيئة اوجامعة اومجموعة من المفكرين، بمشروع ثقافي فكري لصد هذا الغزو الثقافي الفكري، الذي صار يتمدد في كل مظاهر حياتنا بما في ذلك لغتنا.
وعلى ذكر النساء، فإنه صار من مسلمات حياتنا، إن المرأة في بلادنا هي هدف رئيسي ومحوار اساسي من محاور الغزو الثقافي الفكري، الذي حقق نجاحات كبرى في ميدان المرأة، فصارت في بلادنا حركات نسوية مشبوهة وممولة اجنبيا، نلمس هذه الأيام انها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم،الذي صاربعضنا يستنكره على استحياء، بينما لم تتقدم عصبة من نسائنا، أو حزب من احزابنا اوجمعية من جمعيتنا، بمشروع بناء حركة نسوية تنتمي إلى فكر الأمة وحضارتها، لتعمل بصورة منظمة لحماية المرأة في بلادنا.
سياسة الشجب والاستنكار ثم التكيف مع الواقع، لا تقتصر في مجتمعاتنا على القضايا الثقافية والاجتماعية، بل تتعداها إلى ماهو أخطر وهو احتلال الأرض وتدنيس المقدسات كما يجري في فلسطين، وغيرها من أرض الأمة المحتلة والتي تحتاج إلى مشروع لانقاذها وتحريرها، مشروع يعيد بناء الأمة فكريا وبنائها عسكريا، فهذا هو البديل لسياسة الشجب والاستنكار لممارسات العدو.
خلاصة القول :ان خلاصنا لايكون الا بالبحث عن بدائل تصنع الأفضل مما نحن فيه
مدار الساعة ـ