تنويع انماط الحياة السياحية في الاردن اصبح ضرورة ملحة وبخاصة في ظل ارتفاع اعداد السياحة الوافدة الى المملكة من مختلف مناطق العالم لما نشهده من حالة استقرار مميزة وعلى جميع الأصعدة؛ سواء أكانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية وامنية، بالإضافة الى الاجواء المعتدلة وتنوع السياحة لحضارات قديمة وسياحة شاطئية وعلاجية واستجمام وترفيه، الامر الذي يتطلب من القائمين على الشأن السياحي في المملكة البدء فورا في افكار جاذبة جديدة وعلى نمط التلفريك.

لدينا بالمملكة اكثر من مكان جذّاب وساحر وتتمتع باطلالات جميلة مميزة وفريدة كما جبال الفحيص وجبال الكرك ومادبا والطفيلة وجبال عمان السبعة، فما اجمل ان نرى «تلفريك» يربط بين جبل القلعة ليمر من فوق وسط البلد القديمة والمدرج الروماني، وما اجمل ان نرى «تلفريك» يأخذك برحلة فوق ربوع وجبال الفحيص، و"تلفريك» يمر من فوق قلعة الكرك وصولا لسفينة نوح وسيل عين سارة حتى جبل اليوبيل، و"تلفريك» يربط ام قيس بغور الاردن ويلتف بمحاذاة طبريا ونهر اليرموك.

نقل تجربة التلفريك من عجلون الى مناطق اخرى مميزة ومتنوعة التضاريس اصبح ضرورة لتحفيز السياحة في بقية المحافظات لرفع جاذبيتها في استقبال السياحة المحلية والعالمية وتحفيز الحركة التجارية فيها ورفع قدرتها على التشغيل وتوظيف ابناء تلك المحافظات بشكل مباشر وغير مباشر، وبخاصة ان السياحة تلعب دوراً كبيراً ومحورياً بنشاط الحياة الاقتصادية في اي مكان تنشط وتتواجد فيه.

الأردن وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي سجل ارتفاعاً ملحوظاً بعدد الزوار الدوليين وبأعداد غير مسبوقة مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الماضية، حيث بلغ عدد زوار المملكة ما يقارب 3.7 مليون زائر محققاً ارتفاعاً بنسبة 51.3% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وما يلفت النظر ايضا ويدعو الى التفاؤل وبذل مزيد من الجهود بهذا القطاع هو ارتفاع أعداد سياحة المبيت بنسبة 47% ما دفع الى ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 59.4%.

السياحة من اهم عوامل النمو الاقتصادي ولهذا ركزت عليها «رؤية التحديث الاقتصادي» لما لها من دور كبير في التشغيل والناتج المحلي الاجمالي، ولهذا لا بد من البناء على ارتفاع اعداد السياحة من خلال اقامة المشاريع الداعمة للحركة السياحية في المملكة، ولهذا فلنعمل على جعل المركبات الطائرة «التلفريك » تحلق بسماء محافظاتنا والمناطق السياحية فيها.