حاز على ثقة ملك البلاد عبدالله الثاني، لأن الملك وجد فيه حرصا على الأمانة وصدقا في العمل وإخلاصا كبيرًا..

تدرج في المناصب في الديوان الملكي، حتى وصل الى رئاسته.. وتولى أمانة تنفيذ المبادرات الملكية في مختلف أرجاء البلاد فحملها وكان على قدر المهمة وعند الثقة الملكية.

يوسف العيسوي ذو الخلفية العسكرية وحزمها، يبدأ دوامه في ساعات الصباح الأولى ويستمر في العمل لأكثر من خمس عشرة ساعة.. يقول الذين يعملون بمعيته انه عندما لا يكون له جولات ميدانية وتفقدية، يعقد في كثير من الايام اكثر من عشرين لقاء مع مختلف الفعاليات الشعبية التي تمثل مختلف مناطق المملكة ويستمع لهم جيدا ولا يهمل اية ملاحظة ويسجلها ويقف على تفاصيلها ويتفاعل معها..

بعيدا عن التنظير، يؤمن ان الفعل هو أساس عمل المسؤول، فما بالك اذا كان هذا المسؤول على يمين جلالة الملك نفسه..

دائما يكون بمعية الملك في جولاته الميدانية ويسجل ملاحظات الناس بحضرة المقام السامي، جاهز للاجابة عن اية اسئلة او ملاحظات..

يتابع مشاريع المبادرات الملكية على الارض يوميا حتى تنجز في مواعيدها المقررة، وحتى يكون مستعدا عند الاستفسار الملكي عنها..

تحدث في احدى المناسبات انه لم يذكر انه أخذ إجازة الا بعض الايام القليلة بمناسبة زواجه..

الرجل لا يزال يتمتع بهمة الشباب الدائم رغم تقدمه في السن.. وخلفيته العسكرية أهلته ليكون منظما في عمله وصارما في المواعيد، فلا يقبل التأجيل والمماطلة والتسويف، ولمن لا يعلم فإن العيسوي ليس لديه عطلة رسمية.. فهو يعتبر العطلة وخصوصا يوم الجمعة فرصة للانجاز والعمل بهدوء ولديه فيه جدول مواعيد طويلة..

يبدأ معالي أبو حسن دوامه في الديوان الملكي الساعة السادسة والنصف صباحا ويمتد الى ما يقارب منتصف الليل كما أشرت بدايةً.. يكون هو على دراية كاملة بكافة تفاصيل ظروف مناطق المملكة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن الاغوار الى الرويشد في اقصى الشرق..

معالي ابو حسن.. مع مهمته الثقيلة صاحب نفس طيبة وصدر واسع وابتسامة لا تفارق محياه.. يطمئن له كل من يراه او يجالسه.. لم يغلق بابه بوجه احد.. بل ابوابه مشرعة للجميع، يلبي مطالب الناس ويقضي لهم احتياجاتهم حسب الامكانيات المتاحة..

يعرفه الاردنيون جميعا بأنه مبادر.. حيث لا يكتفي بأن يكون أمينا فقط على توجيهات جلالة الملك، ولكنه ايضا مبادر في تلمس احتياجات الناس في مناطقهم والمشاريع التي تعود عليهم بالفائدة لانه رجل دولة حقيقي، وليس ممن يعدون ساعات دوامهم ويغادرون بعد ان ينفذوا التعليمات فقط..

ولأنه خرج من بين الناس يرى في موقعه الى جانب الملك كرئيس لديوانه فرصة كبيرة لخدمتهم وليكون حلقة وصل حية وايجابية بين الناس ومليكهم..

يبعد معالي أبو حسن أحزانه وأفراحه عن عمله ليكون متحررا من أي ضغوط تؤثر في أدائه للامانة التي أوكلها ملك البلاد له وحمله اياها وما أثقلها من امانة وما أدقها وما اعمق حساسيتها..

طالته سهام الحاقدين والحاسدين، فلم يتوقف عندها ولم يلتفت اليها ولم يخضع لابتزازها، وظل محافظا على اتزانه وثقله كرجل دولة يحمل ملفات جلالة الملك في مبادراته تجاه أبناء شعبه..

يذكر الذين يساعدوه في هذه الملفات انه لا يهمل أي تفصيلة اثناء تنفيذ أي مشروع ضمن المبادرات الملكية ويدقق على كل الامور كبيرها وصغيرها.. ويُذكر العاملين بمعيته بأمور قد يكونون نسوها او تجاوزوها لظنهم انها ليست مهمة في التنفيذ، لكن الرئيس يذكرها ويعتبرها أهمية لا تقل عن غيرها.. لانه الأمين على تعليمات الملك وإرادته.. ولأنه يصر على ان لا يهمل اي متطلب لصاحب حاجة أمر الملك بسد حاجته.. وحتى يكون ضميره مرتاحا وتكون ساعات نومه القليلة هادئة وتكون نفسه مطمئنة..

هذا هو يوسف العيسوي رئيس ديوان الملك ورجله الأمين، فأي كلمات أو سطور لا تفيه حقه مهما كانت معبرة وبليغة.