مع اقتراب العام الرابع على جائحة كوفيد 19 التي أطاحت بالعالم أجمع، بدأت مراكز الدراسات الغربية بتتبع أعراض المرض الذي يواجهه الكثير من الأشخاص حول العالم، لم يكن ذلك الوباء الذي حصد أرواحاً بعيداً فاقت معدلات الوفيات الاعتيادية حول العالم، أكان ذلك وفيات عادية أو بالتعرض للحوادث، ولكن يبدو أن المستفيد الأول هي شركات الأدوية العالمية التي تربّحت بمليارات الدولارات، وقد عانى بلدنا من ذلك الفيروس الذي توقف فجأة بداية العام 22، ولا تزال العديد من القطاعات تترنح، فيما هوى العديد من أصحاب الأعمال إلى نقطة الصفر.
في دراسة أمريكية نشرها موقع يورو نيوز،حددت الكثير من أعراض كوفيد طويل الأمد وتأثيره على القلب، بطريقة ما أدت إصابة رجل إطفاء ومسعف متدرب بكوفيد-19، إلى سلسلة من المشاكل الصحية التي تركته في نهاية المطاف يعاني مع ارتفاع خطير في ضغط الدم، وخفقان قلب قوي مع أي مجهود طفيف ونوبات من الألم الشديد في الصدر حتى أصبح يخطو بحذر شديد على جهاز المشي لتعلم كيف يتعامل قلبه بانتظام.
بدورها قالت الدكتورة المختصة في أمراض القلب «سوزان شنغ» وتعمل في مستشفى لوس أنجلوس، إن تأثير كوفيد على صحّة قلوب الأمريكيين بدأ يظهر الآن، بعد نحو أربعة سنوات على ظهور الفيروس، مشيرةً إلى تأثيرات كبيرة على القلب والجهاز الوعائي وهي للأسف تفوق عدداً من التأثيرات على أنظمة الأعضاء الأخرى، ولمدّة تصل إلى عام بعد الإصابة بذلك المرض قد يتعرض الأشخاص لخطر متزايد من الإصابة بمشكلة جديدة متعلقة بالقلب، أكان ذلك من الجلطات الدموية أوعدم انتظام ضربات القلب إلى النوبات القلبية، حتى لو بدا أنهم يتعافون بشكل جيد في الب?اية.
الدكتور زياد العلي من جامعة واشنطن، قال إن الولايات المتحدة على وشك الخروج من الجائحة كدولة «مريضة بشكل أكبر» بسبب تكاثر المشاكل المتعلقة بالقلب التي تسبب بها كوفيد-19، أوممن تعرضوا لخطر الذبحة القلبية نتيجة إصابتهم بكوفيد 19، وهذا ما حاول استنتاجه عبر تحليل قاعدة بيانات ضخمة تعود لقدامى المحاربين.
فقد تبين للدكتور العلي أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في بداية انتشاره أكثر عرضة لخطر ضربات القلب غير الطبيعية والجلطات الدموية وآلام الصدر والخفقان وحتى النوبات القلبية والسكتات الدماغية،خلال عام بعد إصابتهم بالفيروس، مقارنة بغير المصابين وهذا الاستنتاج يشمل أشخاصاً في متوسط العمر ولا يعانون من أي أمراض أخرى، مضيفاً أن كل 4 أشخاص تقريباً من أصل 100 إحتاجوا إلى عناية صحية خاصة لأسباب متعلقة بالقلب بعد إصابتهم بكوفيد-19.
مضيفاً أن ما لايعلمه الأطباء حتى الآن هو هوية الأشخاص الذين قد يواجهون مشاكل من هذا النوع والمشاكل الصحية التي ستبقى طويلاً أو ما إذا كانت إشارة إلى أمراض قلبية أخرى قد يصاب بها الناس في مراحل لاحقة من عمرهم،أو يتردد صدى هذه العواقب على امتداد لأجيال قادمة
فيما قالت دكتورة القلب، أماندا فيرما، التي أشرفت على عدّة مرضى مصابين بكوفيد مزمن إنها وجدت خلال الفحوصات سيلان الدم وإن ذلك جزء من المشاكل الصحية التي يعاني منها أولئك الأفراد، منوهةً إلى أن بعض المصابين بكوفيد مزمن طرأ خلل على دورتهم الدموية، بحيث عندما يقومون بأعمال جسدية، لا تؤدي تلك الدورة المطلوب منها، ولذلك يشعرون بالتعب والإرهاق و أن بعض الأشخاص يعانون أيضاً من مشاكل في بطانة الأوعية الدموية الصغيرة التي لا تتوسع وتتقلص بشكل صحيح لتحريك الدم من خلالها.
من هنا يبدو أن عالمنا اليوم لم يعد ذلك الكوكب المفضل للحياة بطريقة سليمة، وكذلك مؤشرات الصحة العامة على آلاف الأشخاص ممن تعرضوا لكوفيد 19 في بلدنا على الأقل، فقد بتنا نرى شباباً في مقتبل العمر يموتون جراء الجلطات القلبية، وغيرهم من كبار السن، ولذلك علينا العودة إلى وقف استخدام المواد الطبيعية من المخلفات على المزروعات، فلم يعد غذاؤنا طبيعياً بعد كل ما تعرضنا له من تجارب أشبعتنا أمراضاً لم نعرفها من قبل.