الأحداث هي مواقف مرّ بها الشخص في فترة زمنية قصيرة أقلها يوم؛ وهي تختلف عن المذكرات التي تصف دور شخص ما في أحداث سابقة، وتختلف عن الذكريات التي تركز على ما يتذكره شخص من مواقف دارت حوله، أو بقربه.
فالأحداث كما قلت مواقف، أو أقوال سمعها، أو شارك فيها، وسأقدم أمثلة لما مررت به خلال يومٍ واحد:
( 1 )
ذوقان الهنداوي، وذوقان عبيدات.
ليس سرًا أنني مررت بأحداث عديدة حول اشتباك الاسمين، وليس سرًا أنني استفدت كثيرًا من هذا إلى درجة أنني حصلت على شقة من مؤسسة الإسكان!
لقد كان ذوقان الهنداوي وزيرًا حين كان ذوقان عبيدات معلمًا للصف الأول! وقضيتي - وليست مشكلتي - أنّ عددًا كثيًرا من الناس يقدمونني في محاضرة لي، أو ندوة إعلامية باسم ذوقان الهنداوي!!
وهذا اليوم بالذات وأنا أسير ماشيًا، استوقفني شخص وقال: أستاذ ذوقان الهنداوي؛ أنا أتابع مقالاتك
وأشكرك على طرحك الجريء!
فما السبب في هذا الربط؟
لو كان اسمي مثلًا : عمر، فهل سيخاطبني الناس بعمر الرزاز ؟ أو عبد الله هل سيقولون لي: عبد الله نسور، أو ، أو تيسير نعيمي، وغير ذلك من أسماء وزراء تربية بعضهم ترك وبعضهم لم يترك أثرًا؟
لماذا رسخ اسم ذوقان الهنداوي وامتد ليشمل كل من يحمل الاسم؟ أرجّح أن اسم ذوقان الهنداوي هو رجل التربية: بناء وجدية وتطويرًا؟
الشعب يتذكر، وليس من السهل أن يرسخ اسم في ضميره بسهولة!!
قال الجار: شعبنا يدرك من أنجز!
وأضاف؛ هل كل وزيرٍ وزيرٌ؟
( ٢ )
ألا ليت الشباب !
بعد ذلك بمئة متر تقريبًا، مررت بشاب يقف في طرف الشارع ، وإذ به يقول لي: ألا ليت الشباب يعود يومًا!
أجبت بسرعة: وهل غادر الشباب حتى يعود؟ يبدو أنه رأى في ملامحي ما لست أراه أو أشعر به!
قال الجار ما يقال عادة في مثل هذا المقام: العمر ليس رقمًا، والشباب شباب القلب!
ابتسمت ومشيت، ولم أفكر بصحة هذا القول أو مدى المجاملة فيه!
( ٣ )
تحالف المعرفة والجهل
عدت من مشوار المشي، وإذ بالدكتور بلال الجيوسي يرسل لي مقالة لمبدع اسمه عوني بلال ؛تقول المقالة : أستغرب كيف يتساكن العلم, أو المعرفة مع الخرافة والجهل في عقل واحد!!! بل كيف لعالم فيزياء أو طب
يذهب إلى قارئ كفّ؛ ليقرأ له مستقبله، أو يتحدث عن علاقة الرقم 777 بنشوء إسرائيل!!
قال الجار: الخرافة هي الأساس ، والنظام التعليمي لم يبذل جهدًا لتعليم التفكير الناقد! ولذلك يتعايش الجهل مع العلم وتتعايش الخرافة مع المعرفة في رأس واحد، والغلبة طبعًا للخرافة!!
قلت: هل سيهتم التعليم بمواجهة الخرافة، أم يجبن عن ذلك؟
(٤ )
مدير مدرسة ثانوية
وفي المساء قرأت رسالة لمدير مدرسة ثانوية- لم ترسل لي شخصيًا- يشكو من قرارات سلطوية اشتهر بها إداريون ضعاف في إثبات الذات، حيث نُقل مدير ناجح جديد من مدرسته، وهو ينتظر نتائج جهده
في تفوق طلبته في التوجيهي!
قال الجار: ولا تهنوا ولا تحزنوا! الإداري يمتلك سلطة كسلطة سلاح في يد شخص يائس- والحقيقة أنه قال كلمة أخرى شائعة عن السلاح في يد….!!
قلت للجار: وما العمل؟
قال: دافعوا عن حقوقكم بكل قوة وبالوسائل المشروعة!
قلت: وهل هناك أمل؟
قال: وقل اعملوا!
المسؤول الجبان يخاف من الحقيقة!
( ٥ )
الفلسفة بعض ردّة!
قال الجار : سمعت بأن هناك تغييرًا في خطة تدريس الفلسفة ؟
قلت : معقول!
قال الجار: لم يبدأوا بعد!
قلت : هذا يتطلب مقالة خاصة!