الحب هو نوع من المشاعر التي تنشأ في إطار العلاقات بين الأفراد وهو عبارة عن استثمار عاطفي وانفعالي واجتماعي وأيضا بيولوجي لذلك لا يمكن أن نتحدث عن مشاعر حب في علاقة ما إذا لم تتواجد مختلف هذه الجوانب وإلا فسيكون حينها حبا غير سوي وغير طبيعي وغير صادق. يبدأ الحب بين الذكر والانثى قبل الزواج (وهذا الحب الطبيعي الذي سنه الله بين آدم وزوجه وبين ابنائهما قبل الزواج، وهذا لا يعني ان لا يتوفر الحب النقي والصادق بين افراد المجتمع ذكورا واناثا بما يرضي الله ولا يغضبه علينا) ويتطور فيما بعد الى استثمار عاطفي بينهما وانفعالي بالتعبير عن الحب بالهدايا واجتماعي بين العائلتين (عائلةً الذكر والانثى) وأيضا بيولوجي عن طريق الحب باللمس والعناق ومن ثم بالزواج. وتبدأ دورة حياة الحب بين الطفل وامه التي ترضعه وتعتني به ومن ثم يتطور حب الطفل لابيه ومن ثم لاخوانه (وهنا ننبه الوالدين لتوازن العلاقة في التعامل مع الابناء كانوا ذكورا او اناثا او النوعين دون تمييز الذكر عن الانثى او الطفل الاكثر جمالا وحيوية عن غيره من اخوانه). لان الأطفال اذكياء ويمكن ان يؤدي التمييز في المعاملة للغيرة غير البناءة بينهم وبالتالي تتطور الى الكره والحقد على بعضهم البعض لدرجة القتل ولا ننسى قصة سيدنا يوسف واخاه بنيامين مع اخوته (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ، قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُون، أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ، وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ، قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ،اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ، قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ، وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ،قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (يوسف: 8-18)).
ولا ننسى ايضا قصة ابناء سيدنا آدم عليه السلام قابيل وهابيل عندما احب قابيل ان يتزوج الاخت الاجمل وقد فاز بالقرعة فيها اخوه هابيل وطوعت نفس قابيل له قتل اخيه هابيل ليفوز بالاخت الاجمل (سبحان الله منذ بداية الخلق والخلاف بين الذكور على الاناث) فقتله وهذا مثال على النفس الامارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (يوسف: 53، المائدة: 30)). فكيف لو كان الكره بين افراد الأقارب ابناء العمومة؟! او ابعد من ذلك؟! او بين افراد المجتمع بشكل عام؟! او افراد الشعوب المختلفة في اللون والعرق والدين … الخ؟!. فعلينا ان نركز على نشر الحب والمحبة الخالصتين بين افراد المجتمعات المختلفة بشكل عام لانه اذا توفر الحب النقي والصادق في الله بين افراد المجتمعات ساد الود والاخلاص والوفاء والتضحية والتفاني في العمل والانتاج والولاء والانتماء للانسانية بشكل عام. وبالحب تزول اي حواجز مهما تكن من اختلاف الجنسيات، الاعراق، الديانات، المعتقدات، الالوان، او اللغات … لان لغة الحب تتجلى في استثمار المشاعر العاطفية والانفعالية والاجتماعية والبيولوجية بين البشر وهي لغة واحدة ومفهومة من قبل الجميع لا تحتاج لمترجم، فالافعال هي المترجم الوحيد لكل تلك المشاعر). نسأل الله القادر على كل شيء ان ينشر المحبة الصادقة النقية (نقاء وصدق محبة الاطفال لبعضهم البعض) والخالصة في الله بين شعوب العالم اجمع. أذكر عندما كنت ادرس في امريكا كان من اخلص واحب وانقى واصدق الاصدقاء لي صديقين احدهما اسمه سانجوي هندوسي مثقف جدا وكيم فيتنامي بوذي مثقف جدا ايضا وانا مسلم ويعلمون ذلك ولكن تعاملي معهما كان تطبيقا للآية (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)) كخلق الله فالدين المعاملة. الم يقل الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام في الآية (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (طه: 39))؟!. وقد ذكر الله في القرآن الكريم انه يحب المحسنين والمتقين والمقسطين والتوابين والمتطهرين والصابرين والمتوكلين، اللهم اجعلنا منهم.