مدار الساعة - كتب: د . زايد حماد غيث
يتسارع الحديث في الشارع الرياضي الأردني وخاصة إدارة وجماهير الوحدات حول مشاركة الوحدات في بطولة دوري أبطال آسيا حيث أوقعت القرعة فريق الوحدات الأردني مع الأهلي الإماراتي الذي يضم في صفوفه محترفاً فلسطينياً من عرب 48 حيث سبق للاعب أن مثل منتخب إسرائيل وكذلك قام فريق الأهلي الإماراتي باجراء مباراة ودية مع فريق إسرائيلي ولب الحديث بأن مشاركة الوحدات واللعب مع الفريق الإماراتي هما تطبيع مع إسرائيل فهل هو كذلك أم هناك آراء أخرى؟ ومعلوم لديكم أن انسحاب الوحدات من المباراة يترتب عليه غرامات مالية وحرمان لأكثر من سنة وعقوبات واجراءات إدارية وتبعات كثيرة. ولا شك أن كل هذه العقوبات في سبيل المبادئ والقيم والمواقف المشرفة يمكن تعويضها. وأيضا من المعلوم أن نادي الوحدات هو ناد أردني يقع في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن وهو مخيم الوحدات وأغلب أنصاره أردنيون من أصل فلسطيني وأغلبهم وخاصة القاطنين في مخيم الوحدات وباقي المخيمات وحتى خارج المخيمات وأقصد الأنصار يمثل أكثرهم النضال الفلسطيني ويطالبون دوما بحق العودة والمقاطعة وعدم التطبيع مع اسرائيل ولذلك يبقى لهم خصوصية. مصر أولا وبعد ذلك الأردن أقاما اتفاقية سلام مع إسرائيل.. الامارات وعمان والبحرين والمغرب والسودان قامت بالتطبيع مع اسرائيل وبعض الدول العربية بطريقة غير معلنة يوجد لاسرائيل مكتب تمثيل فيها ناهيك عن الكثير من دول آسيا لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل حتى في أفريقيا أيضا أما باقي دول العالم فان أغلبها يقيم علاقات دبلوماسبة كاملة مع اسرائيل بعبارة بسيطة يمكن لهذه الدول أن تتعاقد مع لاعبين اسرائيليين يهود وليسوا فلسطينيين يحملون الجواز الاسرائيلي نظرا للاحتلال الاسرائيلي لأرضة فهل سنقاطعهم أم سنلعب معهم وفي هذه الحالة ماذا سيكون التبرير؟ الامر ليس بهذه البساطة وهو وجود لاعب فلسطيني يحمل جوازاً اسرائيلياً الأمر بحاجة إلى وضع استراتيجية واضحة للمستقبل يشارك فيها أصحاب الاختصاص والمهتمون وقادة الرأي في كيفية التعامل في المستقبل مع اللاعب الفلسطيني الذي يحمل جوازا اسرائيليا او اللاعب الاسرائيلي اليهودي أو الفرق أو الذي يقوم بعمل توأمة مع فريق إسرائيلي أو الذي يذهب ويلعب مع فريق إسرائيلي أو يقوم بدعوته أو الذي يشارك في دورات وفيها اسرائيليون ,, الخ اسئلة كثيرة بحاجه إلى وقفة جادة لتكون الرؤية المستقبلية واضحة من الناحية الاستراتيجية. يقول البعض إننا باختصار نزيد التوسع والاستيطان الاسرائيلي على حسابنا في كل المحافل فاينما وجد فريق أو لاعب أو مدرب أو شخص اسرائيلي ننسحب نحن ونترك لهم الميدان وميدان المواجهة مع اسرائيل هو ليس عسكرياً فقط انما فكري ثقافي حضاري رياضي اجتماعي سياسي انساني. ويقول اخر بأن هذه الحالة هي الاولى في الملاعب الاردنية ولو ان فريقاً غير الوحدات الذي له خصوصية معينة حدث معه ذلك لكان سهلاً على فريق الوحدات اتخاذ القرار المناسب . إن مفهوم التطبيع في ظل المتغيرات الجديدة بحاجة الى صياغة وطنية متكاملة من جميع القوى ذات الاختصاص حتى تخرج بمفهوم متكامل عن التطبيع لان المواجهة مع اسرائيل تأخذ اشكالا كثيرة فالواجب ان يتم تفصيل كل ذلك بشكل دقيق حتى لا نقع بالمحظور . إن الكثير من الدول تقيم علاقات مع اسرائيل وتلعب مع فرقها الرياضية ونحن نذهب إلى سفارتها ونأخذ الفيزا منها ونسافر اليها بل ان دولاً تشارك اسرائيل في الكثير من المناسبات ومنها مناسبة قيام دولة اسرائيل على التراب الوطني الفلسطيني فما هو موقفنا منها بل إن بعض اللاعبين الأردنيين أو الفلسطينيين محترفون في تلك الدول ويمكن له أن يزامل لاعباً اسرائيلياً أو يذهب الى اسرائيل للعب فيها وليس هناك داعي للتدليل بأسماء لاعبين عرب ومسلمين نحبهم ونعشقهم ذهبوا ولعبوا في اسرائيل والسؤال المطروح لماذا لم يرفض ذلك اللاعب الذهاب الى اسرائيل وطلب من ناديه عدم المشاركة لماذا سكتنا عن هذا اللاعب ولم نقم باتهامه بالتطبيع بل إننا أخذنا نسوق له الكثير من التبريرات وتحدثنا بشكل طويل عن نادي الوحدات وعن اللاعب الفلسطيني الذي يحمل الجواز الاسرائيلي لماذا لم نتهم ذاك اللاعب الذي ذهب الى اسرائيل بالتطبيع كما يقوم الكثير بالحديث عن ان مشاركة الوحدات تطبيع هي أسئلة برسم الاجابة وكما قلت سابقا نحن بحاجة الى صياغة مفهوم التطبيع. دوما ما تسعى اسرائيل لتفريغ كل الأماكن من أبناء القضية الفلسطينية المخلصين حتى تبقى هي ومن يركبون في ركبها ويدورون في فلكها. في الألعاب الأولمبية أو البطولات العالمية أو الاوروبية أو الآسيوية فقد نقل لي بعض المسؤولين بأن اللاعبين الإسرائيليين يكونون في غاية السعادة عندما توقعهم القرعة مع لاعب أو فريق عربي لأنهم يدركون بأنه سينسحب وبالتالي هو سيتأهل للدور القادم بدون عناء أو تعب. وفي ظل هذه التجاذبات فإن أهلنا في 48 يحملون جوازات سفر إسرائيلية وهذا لا ينقص من قيمتهم أو وطنيتهم فنحن لم نشق على قلوبهم لنعلم ما بداخلهم وما هي ظروفهم وما حجم ومقدار انتمائهم ومحبتهم لفلسطين فهم على الأغلب مكرهون ويجب علينا احتضانهم.لنفرض على سبيل المثال بأن لاعباً فلسطينياً يحمل الجواز الاسرائيلي من عرب 48 وكان هناك فريق اردني يود التعاقد معه فما هو الحل فإذا قلنا نتعاقد معه فنحن والفريق الاماراتي بنفس الموقف واذا قلنا لا فنحن نعاقب اللاعب الفلسطيني وندفعه لأحضان اسرائيل. وهناك سؤال برسم الاجابة هل هناك دولة عربية أو حتى دولة فلسطين قامت بتقديم الدعوة للاعبي عرب 48 بالانضمام الى منتخبها وتمثيلها فهؤلاء مواهب رياضية تريد أن تقدم نفسها للعالم . وربما يتساءل البعض كيف لنا أن تستقبل نائباً فلسطينياً من عرب 48 في ملاعبنا ويقوم بمخاطبة جماهير نادي الوحدات وتقوم جماهير الوحدات بتحيته مع العلم بانني لا اعلم ما هو القسم الذي قاله النائب الفلسطيني عندما دخل الكنيست الاسرائيلي ؟ وهناك مسألة أخرى أيضا هي أننا لم تختر اللعب معهم أو اللعب مع فريق يوجد به لاعب فلسطيني يحمل الجنسية الاسرائيلية إنما هي القرعة لو كان الامر عكس ذلك واقصد بذلك أنني أنا أريد اللعب معه في إسرائيل أو أقوم بدعوته للعب في بلدي فهذا الأمر يختلف كليا هذه منظومة دولية واسرائيل دوما ما تكون الرابحة لأننا تركنا لها المجال.. الامارات بلد عربي والوحدات فريق أردني ومن الطبيعي ان توقع القرعة الفريقين للعب معا فما هي الضوابط ؟ . أقولها بكل أسف بأن الجميع تخلى عن فريق الوحدات في هذه المحنة على جميع الأصعدة ولم يقدم له النصح الصحيح بل اصبح الوحدات مدار حديث الجميع دون ان يتم وضع حلول قابلة للتطبيق خلال الفترة الانتقالية هذه لحين وضع رؤية واضحة لمفهوم التطبيع . وإنه من المؤسف إلا من رحم ربي أن أغلب المواقف الآن في مشاركة الوحدات في البطولة الآسيوية هي بعيدة كل البعد عن كرة القدم والتطبيع والمصلحة والمفسدة انما تصب في المصالح المرسلة الانتخابية والشعبية وغيرها أما نادي الوحدات والقضية الفلسطينيه فلا بواكي لها. وساتحدث الان بصراحة اكثر اذا كان نادي الوحدات يمثل النضال الفلسطيني وحق العودة ومقاومة التطبيع فيجب عليه المقاطعة في ظل هذه المعطيات وعدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه المواقف التي أخذت تتشعب بشكل كبير أما إذا كان نادي الوحدات يمثل فريق كرة قدم أردني فهو أمام خيارين وهذا من حقه الخيار الأول المشاركة والخيار الثاني عدم المشاركة حاله كحال أي فريق أردني له حساباته الداخلية والخارجية فيمكن لناد أردني أن يعتبر هذه الموقف تطبيعاً وهو يساند ويدعم القضية الفلسطينية هذا الأمر وارد في ظل العلاقة الحميمة بين الشعب الاردني بمختلف أصوله ومنابته ويمكن لناد أردني آخر في ظل ايضا العلاقة الحميمة أن يعتبر هذا الأمر ليس تطبيعا ولا ينقص ذلك من وطنيته اتجاه القضية الفلسطينية. في ظل هذه التجاذبات أضع بين أيديكم ما هو المطلوب من إدارة الوحدات أن تعمل في حال شاركت أو لم تشارك وهذا الرأي هو خلاصة جلسة بين فئة من انصار النادي تريد الخير له وهو يمثل نصيحة للنادي لا أكثر . ففي حال قررت الإدارة المشاركة فإننا ننصحها بما يلي ـ 1. القيام بحملة واسعة كما حدث في مونديال قطر حيث أن القضية الفلسطينية كانت هي الرابح الأكبر من خلال الحملة الإعلامية المنظمة وشرح القضية الفلسطينية وموقف فريق الوحدات ووضع اللوم على الجانب الآخر . 2. أن يقوم وفد من الاتحاد الاردني لكرة القدم أو نادي الوحدات أو الوجهاء في المخيمات بزيارة السفارة الإماراتية أو الذهاب إلى الاتحاد الإماراتي وشرح أبعاد القضية والطلب فقط بعدم مشاركة هذا اللاعب وأظن بأن الاخوة بالإمارات سيقدرون ذلك.3. أن يقوم شخصيات وطنية بحجم رئيس وزراء سابق مثل فيصل الفايز أو طاهر المصري وغيرهما بالتواصل مع قنوات رسمية وشرح لهم أبعاد المشكلة. 4. دور مجلس النواب الاردني ممثلا في لجنة فلسطين النيابية في شرح أبعاد هذا الأمر مع مجلس الشوري الإماراتي. 5. القيام بدور مع بعض الجهات التي يمكن لها ان تؤثر على الموضوع من دبلوماسيين ورجال سياسية ودين ومنظمات وهيئات عربية واسلامية. 6. القيام بحملة في ارض الملعب تناصر القضية الفلسطينية وارتداء لاعبي الوحدات رمزا فلسطينيا.7.عدم ترك القضية لادارة الوحدات لوحدها بل يجب على الجميع مساندتها والوقوف معها وعرض المشورة عليها.وفي حال قررت الادارة عدم المشاركة فاننا ننصحها بما يلي ـ 1. التركيز على الثوابت الوطنية وأن هناك مسلمات لا يمكن المساس بها وهذه الثوابت يدعمها أغلب مكونات الشعب الاردني وهناك شواهد كثيرة تدل على ذلك. 2. التركيز على الجانب الإعلامي وشرح موقف النادي من عدم المشاركة.3. القيام بحملة جمع تبرعات لتسديد الغرامات التي سيتم فرضها على النادي من اعضاء مجلس الادارة واعضاء الهيئة العامة وانصار النادي وفي حال عدم تجميع المبلغ المطلوب يتم عمل حملة تبرعات عامة ومخاطبة كل الجهات المانحة. 4. التركيز على أن المشكلة بعدم المشاركة ليست سببها النادي إنما هي ثوابت تخالف توجهات النادي . 5. استشارة جهات قانونية دولية قادرة على اعطاء مشورة تخفف من العقوبات والغرامات ولا شك بان هناك حالات انسحاب حدثت يمكن أن تكون مرجعية لذلك. 6. السعي لوحدة الصف الداخلي وعدم اطلاق التصريحات والعبارات التي تقلل من راي الآخرين المطالبين بالمشاركة والسعي لوحدة الكلمة. 7. وضع استراتيجية واضحة لمفهوم التطبيع حتى تكون الرؤية واضحة إن حدث ذلك في المشاركات القادمة ليتم اتخاذ القرار السليم.