نعى الخال نايف المعاني نفسه وتوقع وفاته في برنامجه التلفزيوني ليلة 6 آب 2015 التي اختتمها بقوله:
«سنبقى مع الوطن إلى أن يشاء الله، نلقاكم غداً عند الحادية عشرة مساء، إن بقي في العمر بقية، لكن إن انتقلنا إلى رحمة الله تعالى، فتذكروا أن هذا الذي يضع الميكروفون على صدره، ويجلس أمام الكاميرا، كان يدعو الله أن يحمي الوطن ويديم عليه نعمة الأمن والاستقرار».
ثم اضاف: «شكلها قرّبت، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
توفي نايف المعاني في اليوم التالي، 7 آب 2015.
حظي هذا الإعلاميُّ المبدعُ العصامي بمتابعة واسعة من الرأي العام وحقق مكانة نايفة، في الفرقة الإعلامية الأردنية، بجَدّه وصدقه وانحيازه المطلق للناس، فقد كان فكّاكَ نَشب، وجابرَ عثرات الكرام والمعوزين، رغم مديونيته المرتفعة، والتزامه بسداد أقساط البنوك الشهرية الضاغطة الخانقة.
رحل نايف المعاني قبل 8 سنوات وما زلنا وسنظل نترحم على روحه الجميلة النبيلة، فقد بنى ذِكْرا فاتناً، وحقق صِيتاً مرموقاً.
لم نسمع كلمةً نابيةً، أو قولاً فاحشاً أو تهديداً أو ابتزازاً أو قذفاً من نايف المعاني، على امتداد مسيرته الإعلامية الطويلة، التي زادت على 45 عاما، أفتخِرُ أنها بدأت معي، في صحيفة صوت الشعب، مطلع ثمانينات القرن الفارط.
كنا نستمع بفرح إلى نايف المعاني، كل صباح، وهو يصدح و يغرد ويتجلى، ويأخذ أقصى الأبعاد على التلفزيون، يؤشر بوضوح، على مواطن الخلل والفساد والظلم، في بلادنا الجميلة.
ومِن متابعتي الصباحية، للخال اللامع المحبوب الذي كان يفرد مساحة تمتد ساعتين يوميا، للتفريج عن كُرَبِ المظلومين وأصحاب الحقوق والمحتاجين، لمست كم كان يسهم في تحقيق الكثير من المطالب، ويحل الكثير من المشكلات للأيتام والأرامل والمرضى والمهمشين، فحقق حجم انتشار وجماهيرية كبيرة، بفعل قدراته وتمكنه من حرفته، وسرعة رد فعله، وبداهته، ومعرفته العشائر في كل المحافظات.
نايف المعاني- أبو الشهم ابن الأجهزة، كان من أشد ناقدي المسؤولين، كبارهم دون صغارهم، وكان سوطاً وشواطاً على ظهور المسؤولين الذين لا يقيمون وزنا للمواطن، ولا يحفلونه.
نايف المعاني، نموذج على قول:
«فكَمْ رجلٍ يُعَدّ بألفِ رجل،
وكم ألفٍ تمُرّ بلا عِدادِ».
8 سنوات على الرحيل ويزداد الحضور يا خال.
يرحمك الله.