يقولها الرجال، من قبيل الاحترام والتأدب، في مواقف تقديم المرأة لدخول المكان أو الخروج منه، أو الجلوس، أو تناول المأكولات والمشروبات، وما يشبه ذلك.

Ladies First السيدات أولا ، عبارة تكريم واحترام من الرجال للنساء، تسمعها المرأة من الرجل فتعجب بذوقه، وحسن تصرفه، ونبل سلوكه.

ولكن، من أين جاءت هذه العبارة؟ وكيف؟ ولماذا؟

***

يقال: إن هذه العبارة ذات منشأ إيطالي، وإنها تعود إلى القرن الثامن عشر... بدأت هناك، واستمرت حتى اليوم، نقلناها عنهم، كما نقلها غيرنا.

تقول الحكاية: في إحدى المقاطعات الإيطالية أحب شاب من أسرة غنية أرستقراطية، فتاة من أسرة تنتمي إلى طبقة اجتماعية واقتصادية أدنى. وبادلته الفتاة حبا بحب. وعندما أعلن الشابان المتحابان رغبتهما في الزواج، وقفت أسرة الفتى في وجه هذا الزواج، وأعلنت المعارضة؛ بسبب التباين بين الطبقتين.

وقف الفتى والفتاة أمام هذا السد المنيع، ولكن الحب كان أقوى، فدفعهما التفكير إلى أسوأ الحلول وأبعدها عن الصواب، وهو الانتحار معا؛ حتى لا يرتبط أي منهما بآخر.

توجه الشاب والفتاة إلى شاطئ البحر، ووقفا على قمة صخرة عالية؛ ليقذف كل منهما بنفسه إلى لجة البحر المتلاطم الأمواج في ذلك اليوم العاصف... نظر كل منهما في عيني الآخر نظرة وداعية. وقررت الفتاة أن تقفز أولا. ولكن الشاب المحب منعها من القفز أولا؛ بحجة أنه لا يقوى على رؤيتها تموت قبله. وهكذا كان.

قفز الشاب المحب من فوق الصخرة العالية؛ ليتلقفه البحر بأمواجه المتلاطمة، ليسلمه إلى أشداق الموت الرهيبة.

عندما رأت الفتاة هذا المشهد المرعب الرهيب، تراجعت عن فكرة الانتحار، وغيرت رأيها في الاتفاق، فعادت إلى بيتها، متناسية ما تبادلته مع حبيبها من وعود وعهود. وسرعان ما تبادلت الحب مع شاب آخر، فتزوجا وعاشا في ثبات ونبات، وأنجبا أولادا وبنات.

عرف أهل البلدة الحكاية، وعرفوا أن الشاب ذهب ضحية صدقه، وعرفوا أن الفتاة غدرت بحبيبها، فكان أن قرروا عرفا جديدا في حياتهم، وهو أن على السيدات أن يبدأن أولا، حتى لا يمنحن الفرصة للتراجع.

وشاعت عبارة Ladies First (السيدات أولا)، في العالم كله، ثم استعملها الناس في معرض التكريم للمرأة، مع أنها في الأصل كانت للتحذير من تقلباتها في الرأي، وعدم التزامها الوعود والعهود.

وسنظل نقول: Ladies First. وللمرأة دائما تحية وتقدير.