حقيقة مهما اختلفنا مع مجلس النواب حول بعض أدائه غير المرضي عنه من بعض أطياف الشعب الأردني ، خصوصا بشأن ما حدث بقانون الجرائم الإلكترونية الأخير الذي أقره مجلس النواب ، والذي سار عكس تيار وتوجهات غالبية الشعب الأردني الذي كان معارضا لإقرار هذا القانون بصيغته الحالية ، والذي كان يطمح ويتأمل بالعشم أن يتريث المجلس بإقراره ، والذي استنفذ جزءا من رصيد المجلس الشعبوي ، وسبب له إحراجا أمام القواعد الشعبية، إلا أن المجلس إجمالا قدما عرضا وأداءا رائعا على مستوى التمثيل في المحافل الدولية ، العربية منها ، والدولية على مستوى الدول الغربية، من خلال مشاركاته في المؤتمرات والندوات العربية والدولية، من خلال الوفود النيابية، سواء التي كانت برئاسة النائب أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب ، أو نائبه الأول الدكتور أحمد الخلايلة ، وغيرهم من النواب من رؤساء اللجان، حيث ساهم المجلس في تعزيز وتوطيد العلاقات بين الأردن والدول التي سافروا إليها ، وقدموا سمعة طيبة عن البرلمان الأردني ، مما يحسن مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بين هذه الدول والأردن، وبما يشجع هذه الدول على الاستثمار في الأردن ، وخير مثال على ذلك ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، الزيارة الأخيرة التي قام بها الوفد النيابي الأردني برئاسة الدكتور أحمد الخلايلة نائب رئيس مجلس النواب وزملاءه، إلى العراق الشقيق، وقد شاهدنا جميعا الاجتماعات والزيارات واللقاءات التي أجراها الوفد مع مختلف المستويات الرسمية من المسؤولين العراقيين، وهذا يدعم ويقوي الزيارات السابقة التي قامت بها الحكومة ورئيس مجلس النواب ، لعل وعسى أن تحقق النتائج المرجوة ، وتفضي إلى الإلتزام وتنفيذ الاتفاقيات الإقتصادية والتعاونية التي جرى توقيعها بين البلدين، وعلمت أن الزيارة الحالية للوفد النيابي حققت نتائج إيجابية طيبة منها تأكيد القادة والحكومة العراقية واللجان النيابية العراقية موافقتها ورغبتها وتصميمها على المضي قدما في مد خط أنبوب النفط العراقي إلى العقبة، وكلنا يعلم أن العراق الشقيق هو العمق الاستراتيجي للأردن ، لقد ترجمت هذه الوفود النيابية عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والتي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤساء الجمهورية العراقية عبر السنوات السابقة، ولذلك علينا أن نذكر الإيجابية للأداء والعمل، كما نذكر السلبية والنقد البناء والموضوعي للإخفاق، وبالنتيجة أرى أن المكتب الدائم الحالي للمجلس حقق إنجازات يشهد لها، ويشار لها بالبنان، وأثبت المكتب الدائم الحالي للمجلس أنه متناغم ومتصالح مع نفسه ومع أعضاءه ، ويوجد بينهم كيمياء تفاهمية منسجمة ومتناغمة ، وليس كيمياء تنافسية وتسابقية على الشعبوية ، ولذلك فهو يعمل بصمت دبلوماسي هاديء، بعيدا عن الأضواء الإعلامية ، لأنه هدفه الإنجاز والنجاح خدمة للوطن والمصلحة العامة، وليس للمصالح الخاصة ، وللحديث بقية.
جهود دولية لمجلس النواب
مدار الساعة ـ