مدار الساعة - أكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد ثلجي، أن عمليات التمشيط الواسعة التي اطلقها الجيش السوري في المناطق الحدودية مع الأردن، إذا كانت الإجراءات المتبعة تتم بشكل صحيح على ارض الواقع ونجم عنها انضباط في المناطق السورية الحدودية، للجيش السوري وليس للمليشيات المسلحة ستؤتي ثمارها بشكل جيد.
وقال ثلجي لـ مدار الساعة، إن ما يهم الأردن هو النتائج على ارض الواقع والتي تحكم على عمليات التهريب وتحد منها ويجب التريث لحين الكشف عن نتائج عمليات التمشيط التي يجريها الجيش السوري، مشددًا على أنه وفي حال لم يفرض الجيش السوري سيطرته بالكامل وبقيت المليشيات متواجدة بالمناطق الحدودية سيكون الاجراء شكليًا فارغًا.
وأشار ثلجي، إلى أن الجانب السوري وعد كثيرًا بفرض سيطرته على المناطق الحدودية التي يتم تهريب المخدرات منها مرارًا بيد أنه لم ينجز أي شيء، والدليل على ذلك محاولة تهريب مخدرات من الأراضي السورية إلى الاردنية، والتي احبطتها القوات المسلحة الاردنية، عقب اجتماع اللجنة الأردنية السورية المشتركة الأول الذي عقد في 23 من تموز الماضي في عمان، للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، متمنيًا أن تكون عمليات التمشيط الحالية جادة وبقوة وحزم.
وشدد على أن الحكم من ناحية جدية الجانب السوري في فرض سيطرته يتم من خلال تدمير مصانع المخدرات في الجنوب السوري وانخفاض محاولات التهريب وضبط المشتبه بهم في عمليات تهريب وصناعة المخدرات.
ولفت إلى أنه ولغاية الان محاولات التهريب ما زالت مستمرة على قدم وساق، مشيرًا إلى أن ما لا يتم الإعلان عنه من قبل القوات المسلحة الاردنية اكثر بكثير من ما يتم الإعلان عنه.
وعن سبب عدم اعلان القوات المسلحة الاردنية عن جميع محاولات التهريب التي يتم ضبطها، أوضح ثلجي أن بعض العمليات لا يعلن عنها حفظًا لماء وجه الجانب السوري لكونه فاقدا السيطرة على تلك المناطق، أو كإجراء استخباراتي لضبط طرفي معادلة التهريب.
وبين ثلجي، أنه وبحسب الإحصاءات العالمية يوجد في سوريا 85 شبكة لتهريب المخدرات تحت حماية مليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، منوهًا إلى أن المليشيات جندت الاف السوريين واغرتهم بعوائد المخدرات المادية.
وبين ثلجي، أن "قانون مكافحة الكبتاغون الأمريكي دخل حيز التنفيذ في حزيران الماضي وكان المؤتمر موجه لعمليات التهريب في الجنوب السوري الذي اصبح معقل لإنتاج وتهريب المخدرات، مستغربًا عدم اتخاذ أي خطوة فعالة من الجانب السوري الذي كان التركيز الدولي منصب عليه في هذا الجانب كي لا تلتصق التهم فيه فيما يتعلق بتهريب وصناعة المخدرات وحمايتها.
كما أكد، أن الجهود التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني، على الصعيدين الدولي والمحلي، لإعادة سوريا الى الحاضنة العربية، كي لا تكون حاضنة للمخدرات او المليشيات التي تنتمي لدول علاقتها سيئة مع دول عربية، وأن لا تملء تلك الدول الفراغ الذي تركته روسيا، مشددًا على أن تعاون الجانب السوري مع جهود جلالة الملك والحكومة الاردنية ساهم بشكل كبير في اعادتها إلى الجامعة العربية.