مدار الساعة - قال أستاذ الحديث النبوي/ رئيس جمعية الحديث الشريف واحياء التراث عبد الرزاق أبو البصل في محاضرة عن العبر والدروس المستفادة من الهجرة النبوية ان الهجرة الى المدينة المنورة حدث عظيم في حياة المسلمين وفيها الكثير من العبر والاحداث التي تمت بتخطيط دقيق مشيرا الى اتخاذ عمر بن الخطاب مفتتحا للعام لتمايز الامة الإسلامية عن غيرها.
وأضاف في محاضرة نظمتها الجمعية الأردنية لإعجاز القران والسنة ان الرسول مر في مراحل الدعوة في بناء الافراد ثم بناء الدولة ثم بناء الامة، ففي المرحلة المكية تم بناء الشخصية العظيمة لتحمل المهام الصعبة التي سيقومون بها والاعداد للاضطلاع بحمل الرسالة وتبليغها.
ثم كانت المرحلة المدنية والخروج من الوطن صعب وقتل للإنسان يتذكره الانسان ولا يغيب عن باله، ذهب الى المدينة مهاجرا بعد ان خطط لمسيرة الهجرة مشيرا الى سنن الكونية قد تخرق ولكن السنن الاجتماعية لن تجد لها تبديلا لا تتغير ولا تتبدل، وتعتمد على القدرة والإرادة .
وبين الدكتور أبو البصل ان اعانة الله تأتي عند عجز الانسان، وكذلك حال سيدنا محمد عند الهجرة هو يقاوم اعداءه بعد بذل الجهد حيث اتخذ الرسول كل الاحتياطات للهجرة، فهاجر أصحابه قبله واطمأن على أصحابه الذين تركوا كل شيء ابتغاء ما عند الله من ثواب.
وفي المدينة حيث تم بناء الامة بداية بالمؤاخاة هي الفكرة التي انتجت الاخوة وايثار الأنصار لإخوانهم المهاجرين الذي لم يستغلوا ذلك وعفوا عنه شاكرين لهم كرمهم، مفرقا بين الايثار والاستئثار.
وأشار الى الفعل الدائم والتخطيط الدقيق للرسول في كل اعماله مبينا أهمية المسجد الذي ارتبط المسلمون به في الدولة الإسلامية حيث مكان التخطيط والتوجيه والقيادة.
وبين أستاذ الحديث النبوي الدكتور أبو البصل أهمية النية في العمل وهي توجيه القصد لفعل يراد تحقيقه
واستمرار الهجرة الى الله وهي الهدف الحقيقي للمسلم وليس الحياة الدنيا الفانية، والهجرة ليست فرارا ولا ضعفا تدل على قوة النبي في تحدي قريش وقبائلها ومن يساندها.
يذكر ان الجمعية نظمت 225 محاضرة متنوعة في مجالات الاعجاز القرآني، 12 عدد من مجلة بينات التي تصدرها الجمعية و22 يوميا علميا .