أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بوتين إذ يعلن 'استعداده' لمواجهة 'الناتو'.. في سوريا


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

بوتين إذ يعلن 'استعداده' لمواجهة 'الناتو'.. في سوريا

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
في رده على سؤال حول الاستفزازات الاميركية في سوريا, والتي تمثلت من بين أمور أخرى في «الإحتكاكات» التي تواصلها مُسيّرات أميركية من طراز MQ-9 ذات القدرات المزدوجة والمتطورة (في المراقبة وضرب الاهداف المعادية). كان آخرها وأخطرها ما حدث يوم الجمعة الماضي، عندما اقتربت طائرة مُسيّرة من الطراز سالف الذكر تابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن لمحاربة الارهاب (كما تزعم) من طائرة روسية من طراز SU-34, على ارتفاع خمسة آلاف متر في محافظة الرقة السورية, وفق ناطق باسم المركز الروسي للمصالحة (أحد اقسام وزارة الدفاع الروسية), حيث إتّهمَ الأخير االولايات المتحدة القيام بأنشطة استفزازية, لافتا الى ان طائرة «MQ-9» فرضتْ هذا المشهد لاكثر مرة» مستهدفة طائرات حربية روسية على رأسها SU-34. فيما زعمت واشنطن ان المُسيّرة الأميركية، تواصل مهامها من أجل «تقييد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية».
نقول: في رده على سؤال حول الاستفزازات الاميركية في سوريا, قال الرئيس الروسي بوتين على نحو لافت وغير مسبوق بل ربما يقوله لاول مرة, ان «موسكو لا تسعى لصدام مباشر بين الجيش الروسي وقوات حلف شمال الاطلسي/الناتو. لكن - اضاف بوتين – إذا أرادَ أحد ذلك.. فان روسيا مستعدة». مواصِلاً القول: ان روسيا مُستعدة لأي سيناريو, لكنها لا تريد صداما مباشرا مع الولايات المتحدة، مُستطرِداً.. «نحن جاهزون دائما لأي سيناريو..لكن لا أحد يريد ذلك، مُختِتماً ردّه «اذا اراد اي شخص ذلك (يقصد الصراع والمُواجهة)..وليس نحن.. فنحن مُستعدون?.
كلام لا ينقصه الوضوح وغير قابل تأويل, بعد ان لم تعُد الاهداف الاميركية في سوريا (والمنطقة بأسرها) خافية على احد, بعد انكشاف أكذوبة محاربة الارهاب, التي شكلت وما تزال غطاء لعمليات نهب ثروات سوريا وتنفيذ المخطط الاميركي الرامي تقسيمها, ومُواصلة تجنيد المزيد من المرتزقة, في «جيوش"ذات تسميات مختلفة تروم من بين امور اخرى, الحؤول دون الدولة السورية واستعادة اراضيها المحتلة, من قِبل الولايات المتحدة (وأتباعها من الكُرد في «قسَد» وذراعها السياسية «مسَد", إضافة بالطبع الى قوات الاحتلال التركي (حليف واشنطن الأطلسي).
تحضر هنا تصريحات وزير الدفاع الاميركي الجنرال/لويد اوستن السبت الماضي,الذي لم يتردّد في دعوة روسيا الى «الإلتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول, ووقف السلوك غير المسؤول».. مُضيفا في استعلاء وغطرسة «ندعو القيادة الروسية الى (التأكّد)من أنها تُصدِر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء, والتأكّد ــأضافَ ــ من وقف هذا السلوك غير المسؤول».. مُشدّدا القول: اننا سنواصِل كما عملنا «دائماً» في المجالات الجوية, وسنحمي مصالحنا ومواردنا».
تفكيك تصريحات تفيض عدوانية واستكبارا كهذه, يفضي الى نتيجة واحدة وهي ان المُحتّل الاميركي يمنح » شرعِيّة» لاحتلاله اراضِ سورية واستباحة لأجوائها, والقيام بعمليات قتل وتدمير ونهب متواصِل للثروات, فيما تتراجع حدود الصفر «إنجازاته» على صعيد اكذوبة محاربة الارهاب, على النحو الذي تأكّد مراراً, عندما زعمت القيادة الاميركية انها قتلت زعيماً (واكثر) من داعش, ليتّضحَ لاحقا ان الضحايا كانوا من المدنيين, واحدهم كان راعٍ للاغنام في البادية السورية كما إعترَف البنتاغون.
يجب والحال هذه ان لا يغيب عن البال تواصل الحشد الاميركي العسكري الضخم،في المنطقة وبخاصة في سوريا. ضمن اطار ما يسمّى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الاميركية CENTCOM اذ اعلنت قيادة سلاح الجو الاميركي يوم الاربعاء الماضي, عن وصول «سِرب» مقاتلات حربية من طراز (Lightning F-35) الاحدث في سلاح الجو الاميركي الى الشرق الاوسط, مُعززة بطائرات A-10 وF-16 الموجودة في المنطقة لِـ«تنفيذ مُهمّتيْن».
المُهمة الاولى – وفق البيان الاميركي, تهدِف الى «ردع ايران عن محاولات السيطرة على ناقلات نفط في مضيق هرمز.».. فيما صرّح مسؤول اميركي وزارة الدفاع الاميركية. ان هذه الخطوة «تهدف الى زيادة (الرؤية العسكرية) الاميركية، وإعطاء غطاء جوي للسفن التي تتحرّك عبر المنطقة..
اما المهمة الثانية لارسال المقاتلات الاميركية, فهي «المساعدة في عمليات التحالف الدولي» ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. مؤكداً/ البيان الاميركي ان هذا «الإنتشار يُظهر التزام الولايات المتحدة, بضمان السلام والامن في المنطقة, من خلال الدعم «البحري» ودعم مُهمة التحالف الدائمة لهزيمة داعش في سوريا(..).
فهل يُمكن تصديق هذه الرواية الاميركية المفبركة عن محاربة داعش, فيما تواصل قواتها نهب النفط السوري وادخال المزيد من الجنود والعتاد الضخم الى سوريا, قادمة من كردستان العراق؟. ولا تتوقّف عن دعم مشروع قوات سوريا الديمقراطية/الإنفصالي, والإحتكاك المتواصل بالقوات الروسية, في شمال شرق سوريا وخصوصا في الاجواء السورية. حيث يدعو وزير الدفاع الاميركي روسيا الى احترام «قوانين السماء»، فيما لم تحترم واشنطن ذات يوم «سماوات وقوانين معظم دول العالم»؟.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ