أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الطاقة النووية (٢)


الدكتور علي المر
مدير الطاقة النووية الأسبق

الطاقة النووية (٢)

الدكتور علي المر
الدكتور علي المر
مدير الطاقة النووية الأسبق
مدار الساعة ـ
ذكرنا في المرة السابقة أن هنالك نوعين من استخدامات أو تطبيقات الطاقة النووية في الحياة: ثقيلة (أو خشنة) وناعمة. وسوف نخصص هذه المقالة وما بعدها، للحديث عن الفرص والطموحات في الأردن لكلا النوعين. ونبدأ (في هذه المقالة بالفرص والطموحات للنوع الأول؛ يليها المحددات لهذا النوع. ثم ننتقل للنوع الثاني من الاستخدامات.
يشمل النوع الأول من التطبيقات النووية: بناء القدرات العسكرية (أو السلاح النووي)؛ ومحطات توليد الكهرباء؛ وإنتاج وتخصيب اليورانيوم. ويشمل النوع الثاني آلاف التطبيقات في جميع مجالات الحياة وقطاعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في الزراعة والصناعة والطب والصيدلة ودراسات المياه والسدود والتربة، وعلوم الأرض والبيئة والبحث العلمي ....الخ. ويكاد لا يوجد مجال في الحياة إلا وفيه مئات وآلاف التطبيقات من هذا النوع.
إن أهم ما يميز النوع الثقيل من التطبيقات النووية هو:
1) بناء القدرات العسكرية الكبيرة؛ الأسلحة النووية، أو الذرية مجازًا، على اختلاف أنواعها: الذرية والهيدروجينية والنيترونية والقنابل القذرة، وذخائر ودروع اليورانيوم المنضب. والتي كما هو معروف تمتاز بقدرتها التدميرية والإشعاعية الهائلة، ويكفي ما في العالم اليوم منها لتدمير الحياة على الأرض (نظريًا) مرات عديدة.
2) بناء محطات توليد الطاقة بكميات كبيرة، تصل ما يقرب 1000 ميجا واط (للمفاعل الواحد) أي حوالي ثلث القدرة التوليدية للشبكة الوطنية الأردنية؛ وحوالي 8000 ميجاواط (للمحطة الواحدة) أو ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما تنتجه جميع المحطات العاملة في الأردن؛ باستخدام المشتقات النفطية والغاز والشمس والرياح...الخ. وتعد المفاعلات النووية من مصادر الطاقة، الرفيقة بالبيئة، من حيث أنها لا تنتج ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة والحياة؛ والذي تتفاقم مشكلته يومًا بعد يوم بسبب الاستهلاك الكبير لمصادر الطاقة التقليدية وخاصة الأحفوية.
3) إنتاج اليورانيوم (أو الوقود النووي)، المخصب وغير المخصب. والذي يكفي الاحتياطي العالمي منه لسد حاجة البشرية من الطاقة مئات السنين. وإلى ما لا نهاية بالنظر إلى الطاقة النووية الكامنة في الهيدروجين. ويعد هذا النوع من النشاطات البشرية، من النوع الرفيق بالبيئة أيضٌا، من حيث تخليص الأرض من كميات كبيرة من مادة اليورانيوم المشع.
وفي الأردن، حيث يستثنى النوع الأول من هذه التطبيقات من برامج الدولة الأردنية وسياستها، جرت دراسات مطولة، امتدت نحو 20 عامًا، للخيارين الثاني والثالث؛ ضمن الجهود الدولية التي تقودها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمساعدة الدول النامية، في تخطيط بدائل مصادر الطاقة المتاحة لديها والممكنة؛ وبالتعاون لاحقًا مع الهيئة العربية للطاقة الذرية (ومقرها في تونس). ومحليًا كان المشروع ينفذ بالتعاون بين وزارة الطاقة (دائرة الطاقة النووية) وسلطة الكهرباء الأردنية (المنحلة)؛ وقدمت نتائجه في مؤتمر نظمته الهيئتان الدولية والعربية في ليبيا في عقد التسعينيات.
ومنذ عام 2007، أعلن عن النية لبناء محطة نووية أردنية في مدينة العقبة، بقدرة 1000 ميجا واط. ثم 4 محطات بقدرة 4000 ميجا واط لإنتاج وتصدير الكهرباء وتحلية المياه (بقدرة 1000 ميجا واط (لكل محطة). ثم 150 ميجا واط حاليًا.
ولقد رافق ذلك رغبة ومحاولات حثيثة لإنتاج ركازة اليورانيوم (المعروفة بالكعكة الصفراء)، بواقع 2000 طن سنويًا ثم انحصر العمل في النطاق التجريبي.
(ملاحظة: هذه الاسم " ثقيلة أو خشنة" وناعمة هو استنباط شخصي (على أسس علمية بالطبع) لتسهيل التمييز بين نوعي الاستخدامات النووية).
هذا عن الفرص والطموحات (في الحالة الأردنية) وفي المرة القادمة سنتحدث عن محددات استخدام تطبيقات الطاقة النووية الثقيلة.
مدار الساعة ـ