التحق الشاب نصوحي نعمان الشوا بكلية العلوم والفنون في الجامعة الأميركية ببيروت عام 1928 وزامله في نفس الفترة رشاد سعيد الشوا الذي درس العلوم السياسية وأصبح زعيم غزة الكبير الذي قاد الجهود الوطنية الفلسطينية من أجل وحدة الضفتين عام 1950، الأجمل والأجل.
ورشاد الشوا هو صاحب الخط الفلسطيني القومي الذي ظل مؤمناً بالكونفدرالية مع الأردن عاملاً بقوة من أجل قناعاته حتى آخر يوم من عمره (1909-1988).
عمل المهندس نصوحي الشوا في غزة والضفة الغربية إلى أن جاءه عرضٌ مغرٍ من حكومة دولة الكويت عام 1953، فعمل مهندساً في وزارة الأشغال العامة ثم مهندساً في بلدية الكويت نحو 30 عاماً وتقاعد في السبعين من عمره مع بحبوحة في العيش.
استقر المهندس نصوحي في الأردن التي أحبها إلى اقصى حدود العشق والشغف، وأورث ابناءه حب الأردن والهاشميين لوجه الله والوطن وفلسطين، وليس لأي مطمع أو منصب.
يحدثنا الصديق المهندس مروان نصوحي الشوا اثناء زيارة إلى منزل دولة طاهر المصري، أيقونة النظام السياسي الأردني، أن والده المتقاعد كان مواظباً على زيارة اصدقائه القدامى الذين استقروا في عمان،
وأنه لاحظ ان جميع رفاق والده، الذين استقروا في الأردن، أصابوا نجاحات باهرة مالية ومعنوية، وحققوا مراكز عاليةً مرموقةً في الأردن، أكثر مما حقق الكثير من رفاقهم الذين عملوا خارج الأردن !!
أورد المهندس مروان تلك الحقائق ليبرهن على ان الفرص التي يتيحها الأردن، هي الفرص الأكبر التي يطالها كل مُجدٍ ومجتهد.
يضاف إلى ذلك رأي دولة طاهر المصري الذي يؤكد ان الأردن هو البلد العربي الأكثر توازناً وقوميةً وانسجاماً والتحاماً مع قضايا الأمة العربية وقضية فلسطين على وجه الخصوص.
لا يقضم الفقر طولنا ولا يقصم الفقر ظهرنا. فقد ظل بلدنا الأردني الهاشمي الجميل على الدوام، وطناً عربياً مهجوساً بقضايا أمته العربية المجيدة !!
يا أسفي على من تقوده مشكلة ما أو انحياز ما، إلى الانتقاص من حجم بلاده ومكانتها الهائلة وتشويه صورتها الجميلة بزعم الحرص على تقدمها وأمنها.