الساعة- حملت سجلات المؤسسات الحقوقية السورية والدولية، في جعبتها أرقامًا مفجعة، خصت هذه الأرقام ما خلفته الحرب في سوريا العام الماضي، ليتبيّن أنه بين طيات الأخبار اليومية، ثمّة مأساة كبيرة.
توضّح هذه المأساة، لغة الأرقام والإحصائيات، التي كما تشمل بينها ما يخص المواطنين السوريين، فإنها أيضًا تشمل بحكم الموضوعية أرقام المقاتلين، بما في ذلك مقاتلو النظام السوري.
49 ألف قتيل في 2016
أكثر من 49 ألفًا و742 شخصًا قتلوا جراء الحرب في سوريا، خلال عام 2016. هذه الأرقام أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرًا له.
أرقام المرصد التي خصت الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) من عام 2016، وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول)؛ أظهرت أيضًا أن عدد الشهداء المدنيون بلغ 13 ألفًا و617، بينهم 2885 طفلًا دون سن 18، و1855 أنثى فوق سن 18، و8877 رجلًا.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الحرب، بلغ نحو 430 ألف قتيل، أما المركز السوري لأبحاث السياسات، فقال إن عدد الخسائر البشرية التي لحقت بالسوريين خلال السنوات الخمس الماضية، تُجمل في مقتل نحو 470 ألف إنسان.
وأكّد التقرير الذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أنّ «نحو 11.5% من سكان البلاد، قتلوا جراء الصراع منذ مارس (آذار) 2011، في حين يقدر عدد الجرحى بنحو 1.9 مليون إنسان»، بالإضافة إلى ذلك، فإن نحو 400 ألف قتيل من مجموع 470 ألفًا، قتلوا بسبب العنف بشكل مُباشر، في حين أن الـ70 ألفًا المتبقين، لقوا حتفهم نتيجة عدم وجود خدمات صحية كافية، وفقًا لتقرير الصحيفة.
روسيا تتفوق على «تنظيم داعش» بقتلها 35 ألفًا
قبل نحو عشرة أيّام، تفاخر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، بقدرة بلاده على «إخماد ثورات الشرق الأوسط»، مُعلنًا أن حصيلة الغارات التي شنتها قوات بلاده في سوريا، هي 35 ألف قتيل، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سبتمبر (أيلول) 2015، كاشفًا عن أنّ قوات بلاده اختبرت 162 نوعًا من الأسلحة الحديثة، وذلك خلال 18 ألفًا و800 طلعة جوية.
وتكشف أرقام وإحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن «85% من الهجمات التي نفذتها روسيا، كانت في مناطق سيطرة المعارضة، ومعظمها على أحياء مدنية، في حين أن 15% فقط من الهجمات كانت ضد تنظيم داعش».
وقالت الشبكة في إحدى تقاريرها الإحصائية، إنّ حصيلة الخسائر البشرية جراء الهجمات الروسية على سوريا خلال أقل من عام، تفوق حصيلة الخسائر البشرية التي تسبب فيها تنظيم داعش خلال أكثر من ثلاث سنوات، مُضيفة أن «روسيا قتلت 2704 مدنيين سوريين على الأقل، بينهم 746 طفلًا، و514 سيدة، وكوادر طبية وإعلاميين، فيما قتل تنظيم داعش2686 مدنيًّا، بينهم 368 طفلًا، و323 سيدة، وكوادر طبية وإعلاميين أيضًا».
ويتفق ذلك مع تقرير صحيفة «The Sun» البريطانية الذي قال إن «القوات الروسية قتلت مدنيين في سوريا، أكثر مما فعل تنظيم الدولة الإسلامية، رغم أن مشاركتها بالقتال لم تبلغ ثلث الفترة التي تورط فيها التنظيم بالحرب».
وذكرت الصحيفة أن القوات الروسية قتلت ما لا يقل عن 27 ألفًا و44 مدنيًّا منذ بدء تدخلها العسكري في سبتمبر (أيلول) 2015، في حين تسبب «تنظيم داعش» في مقتل 2696 شخصًا ليس لهم علاقة بالقتال الدائر.
مقتل 10 آلاف مقاتل لإيران
شهد نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، إعلانًا هو الأول من نوعه، على لسان مسؤول إيراني، قال إن أكثر من ألف جندي أرسلتهم إيران إلى سوريا لقوا حتفهم. يأتي ذلك بعد نفي إيراني متواصل لوجود أية عناصر قتالية لها في سوريا، وأن الأمر مقتصر فقط على مستشارين عسكريين للنظام السوري.
وفيما يتعلق بقتلى حزب الله اللبناني، أشار رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، آفي ديختر، إلى أن الحزب خسر في سوريا 1600 مقاتل، فيما أصيب ما بين خمسة وستة آلاف عنصر بجروح، مضيفًا: «ذلك يعني أن عدد قتلى حزب الله في الحرب السورية يفوق عدد قتلاه في حروبه ضد إسرائيل طوال ثلاثين عامًا».
مقتل عشرات الآلاف من العسكريين
أوضح تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أحصى الخسائر البشرية لعام 2016، أن عدد القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة من الجنسية السورية، بلغ 8130 قتيلًا، بينما قتل في صفوف قوات النظام 6685 قتيلًا خلال العام الماضي.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية من عناصر قوات الدفاع الوطني، وكتائب البعث، واللجان الشعبية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، و«الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون»، والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام، فقد بلغ 6201 قتيل، فيما قتل من عناصر حزب الله اللبناني نحو 189، بحسب المرصد، بينما بلغ عدد المقاتلين الموالين للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وآسيوية وإيرانية، ولواء القدس الفلسطيني، ومسلحين موالين للنظام من جنسيات عربية نحو 1117 قتيلًا.
أما فيما يخص مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة، و«تنظيم الدولة»، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وجنود الشام، وجند الأقصى، وتنظيم جند الشام، والحزب الإسلامي التركستاني، من جنسيات عربية وأوربية وآسيوية وأمريكية وأسترالية، فقد قتل منهم 13 ألفًا و297 شخصًا، كما وثق المرصد مقتل 466 شخصًا تحت بند مجهولي الهوية.
وفيما يخص قتلى تنظيم الدولة، لكن ليس على مستوى العام الماضي، أكد مسؤولون أمريكيون أن «نحو 50 ألفًا من عناصر تنظيم الدولة قتلوا منذ بدء الحملة الدولية العام 2014»، بينما قال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إنّ «أكثر من 25 ألفًا من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، قتلوا منذ بداية الحملة العسكرية للتحالف الدولي»، وهي أرقام تؤيديها الحكومة البريطانية، كما قال ممثلٌ عن وزارة الدفاع البريطانية لـ«CNN».
17 ألفًا قضوا في سجون النظام
كشفت منظمة العفو الدولية، في أغسطس (آب) الماضي، عن أن أكثر من 17 ألف شخص على الأقل قضوا في السجون النظام السوري منذ اندلاع الثورة عام 2011.
وتشير المنظمة إلى أنه بسبب التعذيب وسوء المعاملة، كان عدد الذين يسقطون شهريًّا، حوالي 300 قتيل، مُؤكدة في تقريرها المعنون بـ«ضعوا حدًّا للرعب والتعذيب في سجون سوريا»، أنه «منذ عام لقي آلاف من المعتقلين حتفهم في مراكز الاحتجاز بسوريا التي تتسم الظروف السائدة فيها بالوحشية. في حين تعرض عشرات آلاف آخرون إلى تعذيب أثار مشاعر صادمة.«
وتطرق التقرير إلى «موت المعتقلين بسبب الجوع، ونقص العناية الصحية الأساسية، كما أكد تعرض العديد منهم إلى الضرب المبرح، والاغتصاب، والصدمات الكهربائية، وغيرها من ضروب المعاملة السيئة بهدف انتزاع اعترافات قسرية منهم في الغالب، مشيرًا إلى أن خطر الاعتقال يطال كل من يشتبه في أنه معارض للحكومة».
مقتل 19 صحافيًّا
احتل عدد القتلى من الصحافيين السوريين، المرتبة الأولى في تقرير نشرته منظمة «مراسلون بلا حدود»، الاثنين الماضي. فمن بين 74 إعلاميًّا من محترفين وغير محترفين قتلوا خلال عام 2016، حظيت سوريا بالنصيب الأكبر عندما فقدت 19 صحافيًّا، فكما قالت المنظمة، فلقد حوّل الحرب سوريا إلى جحيم في 2016.
وذكرت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين أن «سوريا البلد الأكثر فتكًا بالصحافيين للعام الخامس على التوالي، إذ قتل 14 صحافيًّا على الأقل فيها خلال العام، وهو عدد القتلى نفسه في عام 2015، مما زاد مجموع الصحافيين الذين قتلوا أثناء أدائهم لعملهم في سوريا الى 107 صحفيين.