انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

في مقالي الاخير.. شكر.. وعذر.. واعتراف..


محمود الدباس

في مقالي الاخير.. شكر.. وعذر.. واعتراف..

مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/28 الساعة 10:16
لكل بداية نهاية.. واجمل النهايات التي يختارها الانسان بمحض ارادته.. فمنذ اول محاولة لي على شكل مقالة والتي نشرتها في جريدة الراي عام 1989.. وكانت نقدا لمن حضروا نقاشات الثقة في حكومة دولة مضر بدران.. وكانوا يصفقون لمن يعلو صوته على الطرف الاخر.. وصولا الى هذه المقالة التي اختم فيها هذا الجزء من حياتي..
بداية شكرا لكل من ساندني ووقف الى جانبي طيلة فترة كتابتي..
فشكرا للقراء الذين هم مستهدفون فيما اكتب.. والذين كانوا ينتظرون مقالي على الموقع الفلاني او الصفحة الفلانية حسب قولهم.. واخص منهم من كان يوزعها على مجموعاته ومعارفه..
وشكرا لكل صحيفة وموقع اخباري.. قام بنشر ما اكتب.. او حتى أولئك الذين اعتذروا وبأدب جم.. وخلق رفيع عن نشر بعض مقالاتي.. لعدم توافقها مع سياسات مواقعهم.. واخص بالذكر كل من بقي معي لآخر حرف اكتبه.. وطوق عنقي بلطفه وكرمه.. راجيا اعتبار هذا المقال بمثابة الشكر الخاص لكل من نشره ووزعه.. ولسوف ابقى مدينا لهم بالمتابعة..
وشكرا لكل من قدم لي نصيحة.. او تصحيحا لفكرة او معلومة او حتى خطأ املائي او قواعدي.. ليخرج مقالي بشكل يليق بمن يقرأ ومن ينشر على حد سواء..
شكرا لكل من لعب دور ملهمي في الكتابة.. حتى مَن ابتعد عني عندما اصبح وقع مقالي الصاخب يضرب اذنه شخصيا..
شكرا لكل من اخذ برأيي ومقترحاتي وصحح من مسيرته الشخصية او المهنية..
وشكرا لكل من نشر صورتي بشماغ العز والكبرياء والعفة والشموخ.. حتى اصبحتُ اتخفى عندما لا ارتديه..
وعذرا شديدا لكل مسؤول في مؤسسة.. او شخص ناله مني نقد.. فاضطر للوقوف امام مرآته.. فرأى عيوبه ولم يستطع ان يغيرها.. إما خوفا.. او من باب الدقر.. او لانها اصبحت من تكوينه وشخصيته وما اعتاد عليه.. فلم يكلف خاطره حتى بالاعتراف بأخطائه.. وكابر ومضى في طريقه وقطيعته.. واخذ منحى من قال "ما بدي عسلك يا نحلة.. ولا بدي تقرصيني"..
وأعترف انني كنت استدرج القراء بعناوين صادمة مستفزة.. الغرض منها جعلهم يقرأون محتوى المقال.. وليس كما يفعل المعظم من خلال الحكم على المحتوى من العنوان المباشر.. والذي يجعل القارئ للكثير من المقالات ان لا يدخل الى المقال.. فلا تصل المعلومة ولا الفكرة ولا فكر الكاتب.. فمقالاتي ليست علمية تشترط ان اضع العنوان متوافقا تماما مع المحتوى.. والتي تستهدف الباحثين واهل الاختصاص..
وأعترف انني في بعض الاحيان استخدمت صديقي القريب.. او صديقي الذي عرفته منذ ان فتحت عيني على الدنيا.. وكنت اقصدني شخصيا.. حتى ابعد النظر عن معاناة شخصية.. او ليتماهى مع سياسات بعض المواقع التي ترفض نشر الامور الشخصية..
لا انكر بان للكتابة سحراً.. وللكتابة نشوة.. ولردات الافعال من القراء طعم لا مثيل له.. ولكن في بعض الاحيان يصدمك مَن فهم كلامك على عكس مرادك.. ومن فهم كلامك انه موجه له دون غيره.. واحيانا تصاب بالصدمة حين تعلم أن بعضا ممن وجهت لهم كتاباتك.. لم يستوعبوا انها لهم..
كتبت كثيرا في الحياة الاجتماعية.. وسلطت الضوء على كثير من السلوكيات التي يعتبرها البعض شيئا عاديا.. وهي في الواقع من الكوارث.. ومسببات فشل العلاقات.. وخراب للبيوت.. وللاسف جُوبِهتُ بردات فعل عنيفة من اناس حسبتهم ممن يدافعون عن الاخلاق النبيلة.. والسلوكيات العفيفة.. وبعض الاوقات كنت اتفاجأ باشخاص يتصلون بي ظانين انني قصدتهم.. او قصدت عائلاتهم في نقدي لمن تسمح لحارس العمارة.. او عامل المياه.. او عامل الصيانة.. ان يدخل البيت والزوجة بمفردها.. وكذلك ممن تذهب الى طبيب وهناك طبيبة مختصة في نفس المجال..او من يذهب لطبيبة وهناك طبيب مختص في ذات المجال.. او من يقف او تقف في مواقف شبهة.. او يتصرف او تتصرف بشكل غير متزن ورزين.. اكان في مكان العمل المفتوح او المغلق.. او حتى في الاماكن العامة.. والكثير الكثير من المواضيع التي تجرأت وطرحتها.. ولم ترُق لمن اعتاد عليها..
واما المواضيع الحكومية والسياسية.. هنا وجب عليَّ ان اعد للالف وليس للعشرة قبل الكتابة في اي ملحوظة.. والحذر الحذر في اختيار المفردات والجمل والتشبيهات.. وكنت اتلقى اتصالات من جهات ازعم بانني لم اسمع عن اي ملاحظة عندهم.. ولكنهم ظنوا انني اقصدهم.. وكانت عبارات العتب تسبق عبارات التحية والسلام.. مفادها لماذا لم تتصل معنا وتخبرنا بملاحظاتك بدل نشرها بمقال؟!..
على الرغم من انني ساتخلى عن اداة قوية استطيع ان اوصل اي رسالة من خلالها لاي جهة او مسؤول او حتى اناس عاديين.. الا انني وفي ظل القوانين -بإيجابياتها وسلبياتها- والتي لا استطيع ان اضبط قلمي امامها.. على الرغم من اتخاذي كافة الاحتياطات.. الا انني لن اضمن دهاليز ومداخيل القانونيين.. ولانني لا امتلك المال.. ولست بذلك الاخرق الذي سيستدين اموالا ليدفعها غرامة لكلام قد لا اكون اقصده.. او غاب عني تداخلاته مع المحظورات وتشعباتها.. ولن ارسل كل مقال لمحامي حتى يضبط ما فيه.. وقد يغير فحواه ليتماهى مع القوانين.. فيفقد تسلسله ورونقه وروحه.. او اتسبب بالحرج لنفسي قبل الموقع الاخباري.. جراء رفض نشر ما اكتب..
ولكي احافظ على رصيدي من الاصدقاء والمعارف الذين بقوا.. دون ان يفروا من حولي كما فر البعض جراء عدم رضاهم عما اكتب.. وظنهم انني اقصدهم.. وكشفتهم امام انفسهم.. علما بانني اقول دوما ان كتاباتي تتسم بمبدأ "اللي على راسه بطحة او ريشة بيحسس عليها"..
فقد قررت كسر قلمي الذي استخدمته في كتابة المقالات.. واريحكم واستريح..
راجيا من الله ان يتقبل كل ما كتبت خالصا لوجهه تعالى.. والذي اشهد الله عليه.. انني لم ابتغِ من ورائه إلا الاصلاح لكل من وجهت اليه كتاباتي.. لكي يرقى بنفسه او بمركزه الى ما نَصبُوا اليه جميعا.. وانني لم انحاز الا لصف الوطن.. فسلطت الضوء على السلبيات كما الايجابيات.. ولم التفت لارضاء او اغضاب الشخوص بقدر المُنجز مِن عدمه..
وسأكتفي بالتحليل واعطاء الرأي في الامور التي اتمكن منها بشكل كبير.. لكل من يقصدني ويطلبه.. فالمستشار مؤتمن..
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/28 الساعة 10:16