التخوف وبهذه الطريقة المبالغ فيها من معدل قانون «الجرائم الالكترونية» وبما يخص التضييق على الحريات الصحفية والاعلامية امر غير مبرر ومبالغ فيه ويتنافى مع قيم الصحافة والاعلام التي تعلمناها، ولهذا لابد من توجيه سؤال للمرتعبين من هذا القانون، لماذا كل هذا التخوف طالما انكم تتبعون قواعد واسس الصحافة والاعلام الحصيفة؟.
اسس وقواعد الصحافة والاعلام التي تعلمنها على مدار السنوات الماضية واتباعها وتطبيقها بكل مسؤولية هي التي تحصنك من اي عقوبات ومن اي قانون كان، وخاصة ان «الدستور» وهو ابو القوانين قد ضمن لك حرية التعبير والحصول على المعلومة وفق قواعد تقوم على تحري الدقة والتأكد من المعلومات القائمة على الاخذ بالرأي و الرأي الاخر دون تحيز وبموضوعية لا تحتمل الشك، او ليس هذا اساس وديدن الاعلام والصحافة التي تعلمناها.
في عالم الصحافة والاعلام هناك نوعان لا ثالث لهما، الاول وهو القائم على العمل الصحفي والاعلامي ذي المصداقية والمسؤولية وفيه الصحفي والاعلامي والمؤسسات والوسائل الاعلامية التابعين لها بالحرص وتوخي الدقة في نقل الاخبار ونشر التقارير والقصص بموضوعية مع الاخذ بكافة الاراء، ومستندين بالطرح لاي موضوع او قصة على الادلة والبراهين التي لا لبس فيها وتؤكد صواب عمله وتحصنه من المسؤولية او الوقوع بالجرم في حال تمت الشكوى عليه من قبل اي جهة سواء قطاع عام او قطاع خاص او من الافراد وبصفة شخصية وهذا النوع لن يتضرر على الاطلاق من معدل «قانون الجرائم» ولا غيره.
وأما النوع الثاني، الجميع يعرفه ويشاهده يوميا وله اساليبه وطرقه وفهلوته وقائم على اسس تختلف تماما عن مبادىء الصحافة والاعلام الحقيقية التي نعرفها جميعا، وتعتمد على الشو في طرحها بعناوين صفراء تخلو من الدسم باستثناء انها تبتز هذا وتهدد ذاك وتصفي حساب هذا الخصم على حساب خصم اخر وتسيء للاقتصاد والمؤسسات، وهذا النوع سيتضرر من القانون وخاصة انه اعتاد طيلة الفترة الماضية على حريات من نوع اخر لا تحترم اي نوع من الحريات الاخرى.
ارجوكم اسالوهم لتعرفوا الحقيقة ولكي لا تخدعوا عن اي قضايا فساد هم كشفوها فسجنوا بسببها وأسالوهم عن اي تعبير رأي موضوعي قد غرموا وسجنوا بسببه و لاجله، نعم اسالوهم لتكشفوا الحقيقة عن زملائهم وبعض دخلاء العمل الصحفي والاعلامي الذين يبطشون اليوم وفي كل يوم بسمعة الغير وسمعة الوطن ليلا ونهارا دون اي مبرر او مسؤولية بالطرح او ادلة، محصنين انفسهم بقصص وهمية فضفاضة ليصوروا انفسهم بعدها بالعين الساهرة الحريصة على حقوق الاردنيين والطبقات الكادحة.
الاعلام والصحافة الحقيقية هي التي لا تخشى العقوبة ولا الغرامة، وهي من يجب ان تطالب بتغليظ العقوبات لحماية المهنة من الدخلاء عليها وغير المسؤولين وممن صبوا عن قواعدها وقيمها ورسالتها الحقيقية وباتوا يسيئون للعمل الاعلامي والصحفي بالافتراء على الناس والمسؤولين والقطاع الخاص وبث الشائعات ومهاجمة كل ما هو جميل بالوطن لاجل الشعبويات وتحصيل مكاسب شخصية ومالية.. في القانون عقوبات ما زلت اراها بسيطة ولا يجب ان ترعب الصحافة والاعلام، فالصحفي والاعلامي الحقيقي لا يخاف ولا يرتعب لان ديدنه البحث عن الحقيقة فقط او ليست مهنة المتاعب.