لعل كلمة الحوار من أكثر الكلمات تداولاً في بلدنا، لكن التدقيق فيما يطلق عليه حورا يقودنا إلى سلسلة من الحقائق، التي تؤكد ان الكثير مما يجري في بلدنا ليس حوارا، لكنه ثرثرة لا تقدم ولا تؤخر، وأن نسبة عالية من هذا الذي نسميه حوارا، ليس اكثر من عملية تكاذب يقول المشاركون فيها غير قناعاتهم الحقيقية، وخلاف ما يؤمنون به، على قاعدة (اربط الحمار محل ما بده صاحبه).
من الحقائق التي تبرز عند التدقيق فيما نسميه حوارا في بلدنا، اننا حولنا الحوار من آليه للوصول إلى الحقيقة او الجوامع المشتركة بين المتحاورين إلى هدف، بدليل اننا في الغالبية الساحقة من الحوارات لا نتابع نتائج ما توصلنا اليه من خلال هذه الحوارات. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا من يحاور من ولماذا؟، وبالبحث عن الإجابة نجد في كثير من الأحيان ان بعض الذين يقودون الحوار ليسوا محل ثقة الناس،بل لعل بعضهم سببا من أسباب المشكلة التي التئم الحوار لمناقشتها وإيجاد حل لها. بينما بعضهم الاخر ليسوا مؤهلين في القضية التي يقودون الحوار حولها، لذلك تجدهم عاجزين عن تقديم الحجة لاقناع من يحاوروهم. سمة اخرى من سمات ما نسميه حوارا في بلدنا انه في كثير من الأحيان ياخذ طابع التسويق السمج او التبشير المباشر والمنفر.آفة اخر من آفات بلدنا اصيب به الحوار وهي اننا نحول الكثير من القضايا والطروحات إلى موضة نربط بها كل نشاطاتنا مالها علاقة بالقضية المطروحة، وما ليس لها علاقة بها، وهنا تبرز عقلية القطيع التي تفرغ كل شيء من معناه.