مدار الساعة - تميّز النصف الثاني من شهر تموز/يوليو بدرجات حرارة مرتفعة و مُستمرة، حيث بدأت درجات الحرارة رحلة ارتفاعها في بلاد الشام بما فيها الأردن بدءاً من 12 تموز و تطرفت عن معدلاتها الطبيعية بِعدّة درجات و سادة أجواء حارة في أغلب مناطق المملكة حتى يومنا. كما وصلت أعلى درجة حرارة في منطقة غور الصافي بحدود 46.2 مئوية في 13 من شهر تموز بحسب بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية، في حين سجلت العاصمة عمّان مُعدل درجات حرارة عظمى مُرتفع اقترب من 35 مئوية (خلال الفترة من 1-7 و حتى 24-7-2023) و هو السبب الذي أدى إلى الشعور بالأجواء المرهقة.
و قال المُختصون في مركز طقس العرب بأنه على الرغم من مكوث الكتلة الهوائية الحارة لفترة طويلة بالقرب من الأردن، إلا أنها لم تتعمق على نحو كافٍ يسمح بتسجيل درجات الحرارة قياسية أو استثنائية في المملكة، و لكن أدى ذات الأمر و هو طول فترة الأجواء الحارة تسبب بازدياد الشعور بالتعب و الإجهاد الحراري.
و أضافوا بأن تأثر أجزاء واسعة من شمال و وسط و غرب القارة الأوروبية بكتل هوائية باردة، جعل من منطقة حوض البحر الأبيض المُتوسط تحت تأثير مُرتفع جوي قوي في طبقات الجو العليا، لتُصبح مناطق الشرق الأوسط و الشمال الإفريقي منطقة تغطية حرارية دافئة، لأن الكتلة الباردة التي تهبط فوق أوروبا تقوم بإزاحة كتلة دافئة أخرى نحو منطقتنا.
و يرى المُختصون في مركز طقس العرب بأن وقوع بلاد الشام و الأردن على أطراف هذا المرتفع الجوي و القبة الحرارية المرافقة له أدى إلى عدم تسجيل مُستويات عالية لدرجات الحرارة، فلم تُسجل على سبيل المثال حرارة أربعينية في العاصمة و المدن الأردنية كموجات الحر الشديدة التي تعرضت لها المملكة في سنوات سابقة.
و على النقيض من ذلك، وقعت مناطق المغرب العربي و الجنوب الأوروبي تحت وطأة و شدة هذا المرتفع الجوي، لتُسجل العديد من تلك المناطق درجات حرارة إستثائية، أبزره ما رصد في الجزائر بواقع 49 مئوي و هي أعلى حرارة في تاريخ سجلات العاصمة، بالإضافة إلى ما سُجل في روما و كتالونيا و العديد من المُدن الأوروبية.