على هامش اختتام فعاليات المؤتمر الأول التنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية الذي عقد في محافظة بابل في الجمهورية العراقية الشقيقة وبمشاركة عدة مؤسسات وهيئات ومنظمات عربية ودولية من أبرزها الاتحاد العربي للمنظمات غير حكومية AFNGO بالتعاون مع المنظمة الدولية لتوحيد الشعوب العربية وأكاديمية ثري أم الدولية والتدريب، الذي قدم من خلاله نخبة من الباحثين والخبراء عدد من أوراق العمل والأبحاث ركزت على أهمية توحيد الجهود وأيضا عززت ضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين الشعوب العربية، جاء إعداد هذا مقالا فيه تخليصا لأيام المؤتمر من وجهة نظر الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اليوم تغيرت المعادلة التنموية محليا وعربيا على مستوى القادة والمؤسسات والمنظمات بالنظر للشباب بدورهم الهام وألاساسي في التنمية بل هم محور التنمية والمستقبل، ويقصد بالتنمية هي العمل الواعي الموجه، التي تقوم على المشاركة بين أفراد المجتمع والجماعات، كما أنها تهدف في المقام الأول إلى إحداث التغير والتطوير من خلال تنظيم جهود وقدرات الأفراد، كما أن التنمية تحدث تغيرات هيكلية وجذرية في المجتمعات، وتساهم في بناء الأمم، كما أنها لها العديد من الأبعاد، منها:
الأبعاد الاقتصادية: ويقصد بها تلك التغيرات التي تحدث في العلاقة بين الناتج والمستهلك، كما يشمل عدد العاملين وكمية الإنتاج والمواد الاقتصادية، والدخل.
الأبعاد الاجتماعية: وهي التي تشمل العادات والتقاليد والعلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث إن كل مرحلة يعيشها المجتمع تحتاج إلى العديد من التغيرات والعادات التي تطرق لتناسب التطور الثقافي والمعرفي.
الأبعاد السياسة: وهي التي تهدف في المقام الأول للاستقرار السياسي وحفظ آمن الدولة ونظامها، حيث إن استقرار الدولة يساهم بشكل كبير في التطور الاقتصادي، وسير العلاقات الاجتماعية في شكل منضبط ومميز.
أما عن الشباب فهم من أهم مقومات التنمية الاجتماعية، كونهم حجر الأساس في النهضة والفكر والتطويرلكونهم الفئة المتحركة غير الثابتة وتعرف مرحلة الشباب وفق لقاموس أكسفورد بأنها المرحلة بين سن الطفولة وسن الرشد، ويعرف الشباب بأنهم الثروة الحقيقية للمجتمع كونهم أمل الغد وعماد المستقبل، والمطورين الأساسين للمجتمع، كما أن الشباب عليهم العديد من الواجبات التي يجب أن يقدموها للمجتمع لكي تنهض الوطن ويتطور على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتي تتمثل في:
لذلك لا بد من الإشارة إلى أن للشباب دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية كونهم الطاقة الفكرية والجسدية وأهم الموارد البشرية للمجتمع لذا فيمكن للشباب المشاركة في التنمية الاقتصادية من خلال تقديم مشروعات جديدة.
يجب على الشباب أن يسعى للتعلم، والتعرف على ثقافات ومعلومات ومهارات جديدة، حيث إن العالم أصبح في سباق علمي ومعرفي غير محدود، حيث يمكن لأي شخص أن يتعلم الكثير ويتعرف على المزيد من المعلومات والأفكار بأبسط جهدا.
لعل إقامة مثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات أعطت الشباب دورا مهما وأبرز في تقديم الأفكار والنقاش للإجابة على التساؤل الذي طرح حول دور الشباب من حيث الكيف بالنهضة والتطوير، وتقديم الأفكار والمشروعات للدولة، والتي يمكن أن يستفاد منها والمساهمة في كبح عجلة الاقتصاد والتنمية، أيضا أسهم المؤتمر في تعزيز المشاركة في الجمعيات الخيرية، والتطوعية لبناء المجتمع وتطويره من حيث التعرف على قضايا المجتمع والمشكلات لا بل افرد المؤتمر حيزا لتقديم الحلول والإسهام مت في حلها من وجهة نظر الشركاء أي أصحاب المشاركة المجتمعية المحلية.
إن مشاركة الشباب في التنمية بشكل عام، أحد أهم مظاهر القيم الاجتماعية السليمة، ولا يمكن أن يعتبر أن المجتمع يتقدم اجتماعيا، إلا بانصهار الشباب فيه والمشاركة في القيم والعادات.
الشباب هم حجر الأساس في البلاد، وهم الركيزة الأساسية للنهضة، ولا سيما أن دور الشباب في نهضة الأمة هو الأكبر والأهم، كونهم الطاقة والحيوية والتفكير المبتكر.
يستقيم المجتمع كما ذكرنا من خلال توفير جملة من الواجبات لتعزيز دورهم المميز في تنمية المجتمع على العديد من الأصعدة، ومن أهمها:
التعليم حيث إن التعليم أحد أهم الحقوق التي يجب أن تتوافر للشباب، وهو حق أساسي، وفقا لما نصت عليه الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، حيث إن يجب أن يكون التعليم بشكل جيد ويتوافر فيه الطرق والأساليب الحديثة، لكي يستطيع الشباب فيما بعد من المشاركة في التنمية المستدامة.
يجب توفير فرص عمل للشباب، والاستفادة من مهاراتهم ونشاطهم وحيويتهم، حيث إن البطالة أحد المعوقات التي تقابل الشباب وتجعلهم غير قادرين على الإنتاج والفكر، وهذا يضر بالمجتمع قبل الضرر بهم، لذا يجب الحرص على وضع خطط مميزة للاستفادة من الشباب والتخلص من البطالة.