مدار الساعة - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، في “المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة” الذي نظمته الحكومة الإيطالية في مقر وزارة الخارجية في العاصمة روما اليوم الأحد.
وطلبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لدى تقديمها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لإلقاء كلمته في المؤتمر نقل تحياتها إلى جلالة الملك عبدالله الثاني وتقديرها لعلاقات الصداقة التي تجمع البلدين مشيدة بمواقف جلالته الداعمة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ونقل الخصاونة في بداية كلمته تحيات جلالة الملك الى رئيسة الوزراء الإيطالية وإلى رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر وتمنيات جلالته للمؤتمر التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات وقرارات تسهم في التخفيف من تداعيات آثار الهجرة واللجوء على الدول المستضيفة.
وقال رئيس الوزراء إن الأردن، الذي يعد أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان، يواصل تقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين وهي ذات الخدمات التي يقدمها لمواطنيه.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون سوري منهم 10 بالمئة فقط يعيشون في مخيمات اللجوء، مؤكدا أنه وعلى الرغم من الضغوطات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، فقد استطاعت المملكة الأردنية الهاشمية توفير حياة كريمة للاجئين.
وأكد الخصاونة ضرورة مواصلة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمعالجة الآثار المترتبة على أزمات اللاجئين والمهاجرين التي تؤثر على مناطقنا، لافتا إلى أن الأردن استطاع توفير الحياة الكريمة للاجئين وتوفير الخدمات لهم عندما تم تطبيق مفهوم تقاسم الأعباء بين الدول المضيفة وبقية المجتمع الدولي بحدود كافية.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن عبء استضافة اللاجئين بدأ يضغط علينا في الأردن وعلى الدول المضيفة لهم نتيجة لتضاؤل الدعم الدولي المقدم للاجئين بمعدلات خطيرة، مشيرا إلى أن التمويل الدولي لخطة استجابة الأردن للازمة السورية بلغ هذا العام 6.8 بالمئة فقط في حين كان في العام الماضي 33 بالمئة، مقارنة بنحو 64 في المئة في عام 2016.
وأكد رئيس الوزراء أن اللاجئين هم ضحايا أزمة شرسة لم يتم حلها بعد، مضيفا “لقد فعلنا كل ما في وسعنا للتأكد من أنهم لن يصبحوا أيضًا ضحايا الحاجة واليأس ولكن لا يمكن ولا ينبغي أن يكون هذا مسؤوليتنا وحدنا لأنه أعلى بكثير من قدرتنا”.
ولفت إلى أن العمل في عزلة لن يؤدي إلا إلى تخفيف الأعراض مؤقتًا، دون معالجة السبب الجذري للمشكلة، مؤكدا أننا بحاجة إلى شراكة حقيقية، قائمة على التعاون والتآزر، لتحقيق الأهداف المشتركة لتحدياتنا المشتركة.
وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي (WFP)، هو شريك أساسي في جهودنا لتلبية احتياجات اللاجئين حيث يقدم إعانات صغيرة ولكنها مهمة جدا لمئات الآلاف من اللاجئين وبواقع أقل من 30 دولارا شهريًا، مضيفا “ان هؤلاء اللاجئين لن يكونوا قادرين على الاعتماد على ذلك في شهر أيلول لأن برنامج الأغذية العالمي لا يملك الأموال اللازمة لمواصلة عملياته، ما يعني أن هؤلاء الناس سيعانون أكثر مما يعانون بالفعل”.
وأكد الخصاونة أن الاستثمار في اللاجئين هو استثمار في أمننا الجماعي، مشددا على أن الجدران لن توقف الهجرة إلى أوروبا، بل من خلال إنهاء الظروف التي دفعت اللاجئين إلى ترك ديارهم في المقام الأول وهذا يعني تزويد اللاجئين بالوسائل اللازمة لعيش حياة كريمة في الجوار المباشر لدولهم حتى تصبح الظروف مواتية لهم للعودة الى أوطانهم.
وشدد رئيس الوزراء على أن اندلاع أزمة دولية واحدة لا يعني نهاية الأزمة السابقة أو أزمة قائمة حاليا، مؤكدا أن تجاهل احتياجات اللاجئين في جزء من العالم سيؤدي إلى تفاقم أزمة الهجرة في جزء آخر، لافتا الى انه وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، في العام الماضي، كانت هناك زيادة في عدد السوريين الذين غادروا الأردن إلى أوروبا عبر دول ثالثة.
وأعرب رئيس الوزراء عن شكره للحكومة الإيطالية على عقد هذا المؤتمر الذي تشارك فيه دول أوروبية وافريقية وعربية ومنظمات ومؤسسات دولية معنية للتركيز على الهجرة والتحديات المتعلقة باللاجئين.
وعقد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لقاءات مع عدد من رؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر ركزت على آليات تعزيز التعاون الثنائي بين الأردن وهذه الدول والبحث في سبل توحيد الجهود في مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة.