في حواره مع جماعة عمان لحوارات المستقبل يوم الثلاثاء الماضي، لم يكن دولة المهندس علي ابو الراغب يقرأ من ورقة كتبها له موظف لديه، كما هو حال الكثيرين من السياسيين في بلادنا هذه الأيام،كذلك لم يتحدث ابو الراغب بلغة السياسي الذي يكيل المديح ويزين الواقع متجاهلا الأخطار او المخاطر التي تحيق بهذا الواقع، على عادة الكثير من السياسيين في بلادنا، الذين يقولون في الغالب كلاما مطاطيا لا موقف فيه، بمقدار مافيه خداع للنفس وللمستمع ولصانع القرار.
لكن ابو الراغب تحدث بلغة الباحث المتابع، الذي يقدم الكثير من الادلة والبراهين على مايقول، لذلك كان صادقا مع نفسه ومحاوريه، مقنعا لهم، وهو يشير إلى الثغرات السياسية والاجتماعية والإدارية التي تتسع في واقعنا، ومقنعا لهم وهو يشير إلى جملة التحديات و المخاطر التي تواجهنا، وأولها واخطرها التهديدات الإسرائيلية، والنزعة التوسعية التي تسيطر على حكومة تل أبيب، والتي لم يعد رئيس هذه الحكومة ووزرائها يخفونها، بل لقد صارت سياستهم المعلنة و الممارسة على أرض الواقع من خلال ضغطهم اليومي المستمر على الفلسطينيين لاجبارهم على هجر أرضهم، قبل أن تهجرهم منها قوات الاحتلال عنوة .خيث تضرب حكومته عرض الحائط بكل القوانين و المواثيق والمعاهدات الدولية، وكذلك بالمعاهدات و الاتفاقيات الثنائية،فلا هم لهذا الاحتلال إلا تحقيق أحلامه التوسعية.
لقد أكد ابو الراغب انه في حال نفاذ المخطط الاسرائيلي في تهجير الفلسطينيين، فستكون وجهتهم الأردن لأسباب كثيرة شرحها ابو الراغب لمحاوريه، مؤكدا اننا في مواجهة هذا الخطر ليس لنا الا أنفسنا، من خلال تمتين جبهتنا الداخلية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لا يستطيعون اغضاب إسرائيل، وسيكتفون في حالة تنفيذ الاحتلال لمخططاته ببيانات الشجب التي لاتقدم ولا تؤخر.
وأكد ابو الراغب ان بناء جبهتنا الداخلية يعني بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، ويعني الإصلاح الإداري الحقيقي، والقضاء على الترهل الإداري، ويعني حل مشاكلنا الاقتصادية من خلال المشاريع الصغيرة، لأن المشاريع الكبيرة وعود زائفة.
باختصار ما قاله ابو الراغب في حواره مع جماعة عمان لحوارات المستقبل، يمثل جرس إنذار جديد على الصعيد الوطني.