خلال تصفحي للفيس بوك، يلفت انتباهي صفحات لبعض الأحزاب على الفيس تدعوا من يرغب للانتساب إلى الحزب تعبئة الطلب إلكترونيا وإرساله أون لاين إلى الحزب، واستغرب هذا الطلب وهذا النهج لدى هذه الأحزاب في دعوة الناس إلى الإنضمام إلى الحزب عبر الفيس، وكأن الأمر عبارة عن تسجيل في دورة رياضية، أو دورة تدريبية أو تعليمية، أو تعبئة طلب توظيف وإرساله إلى الجهة الطالبة أو المعلنة لدراسته والنظر في إمكانية القبول، إن الموضوع يا سادة يا كرام من قادة الأحزاب، أو من اللجنة التحضيرية المؤقته لتأسيس الحزب أن موضوع الإنضمام لأي حزب هو موضوع فكري آيدولوجي، تتطلب من الحزب إقناع الشخص بمباديء الحزب وأهدافه وغاياته وبرامجه، وأدوات وآليات تنفيذها وتطبيقها وتحقيقها، عبر حوار طويل الأجل قد يمتد لساعات وساعات، وربما لأيام من الحوار والجدل، والعصف الذهني والفكري بين مد وجزر لتصل إلى توافق واقناع للشخص أو الأشخاص المراد استقطابهم وجذبهم للحزب، عبر الإغراءات الفكرية والآيدولوجية، بحيث يقبل الشخص على الإنخراط للحزب وهو مقتنع قناعة تامة بأن هذا الحزب هو ما يعبر ويحقق طموحه بكل واقعية، بعيدا عن التهويل والشعارات العاطفية المجودة، واستخدام لغة دغدغة العواطف والوعود الخادعة بحل مشاكل الشباب، لأنها ليست هي الحل والأسلوب الأنجع لصناعة حزب وطني راسخ ومتجذر في القلوب والعقول بقناعة راسخة، بحيث يصبح الشخص عضوا قويا وثابتا غير متحرك في الحزب، لا يبحث عن المصالح والمنافع، فالأحزاب القوية والراسخة هي التي تبحث عن الجودة والكفاءة لتصنع حزبا قويا، وليس عبر تجميع الهويات والطلبات وزيادة أرقام عدد المؤسسين دون مضمون فكري قوي، لقد أعجبني حزب نماء تحت التأسيس حينما أقدم على خطوة نالت إعجابي واستحساني واعتبرتها خطوة موفقة من الحزب حينما وجه لي دعوة للحوار معهم بغية الإنضمام للحزب إذا توصلت لقناعة بجوهرية ومنطقية وواقعية أهدافهم وبرامجهم، الأصل في الحزب أن يبحث عن الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة عبر الحوار والإقناع ليكون قادرا على العطاء والدفاع عن وجهة نظر الحزب ، وليس عبر الأون لاين أو الفيس بوك، وللحديث بقية.