مدار الساعة – خاص - كتب الوزير السابق والشاعر الكبير حيدر محمود -
لولا " مدار الساعة "، لما عرفت -أنا شخصياً- بقصة السائحة الإيطالية، والتي أعلنت غضبها علينا جميعاً، بسبب الغلاء.
فلقد زعمت - والعهدة عليها- أننا طمّاعون، حدّ الجشع، واتّهمتنا بأننا لسنا كرماء!! والصفتان القبيحتان ليستا فينا.. فنحن شعبٌ مشهودٌ له بالكرم حدّ الجنون، وكذلك نحن شعبٌ آخر ما يفكر فيه الانسان ان يأخذ شيئاً ليس له، بل هو يعطي "نصف رغيفه" لعابر الطريق!
على أي حال، لقد قامت " مدار الساعة " ، وصديقنا الأستاذ عواد الخلايلة بالذات، بعمل سياحي عظيم، حيث كشف الموضوع الغريب الذي لا أجزم بمدى صحته.. لكنه أرّقني وأرّق الشعب الأردني كله، ثم ما لبثت "السائحة" أن قدمت اعتذارها، بعد أن أظهر لها شعبنا أنه ليس كما وصفته، وانها موضع ترحيب دائم من كل أبنائه، وأكثر من ذلك، أبدى استعداده لاستضافتها -متى تشاء- ، دون أن تدفع شيئاً من مالها!
ومع استنكارنا الشديد ، لما فعله نفرٌ منا معدود على أصابع اليد الواحدة، الا أننا كشعب كريم مضياف، رأسماله كرامته، واحترامه للضيف وحبّه للغريب، نبعث لهذه السائحة عبر هذا الموقع المحترم، بالتحية الأردنية الصادقة، ونرحب بها مع المرحبين من شعبنا الطيب.. ونرجوها أن تجيء، لتحل علينا جميعاً ضيفة كريمة، في الوقت الذي تحب هي أن تجيء فيه، ويا مرحبا ويا هلا بها وبكل الزوار وبخاصة الطليان!!
