أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الطاقة الإيجابية والسلبية


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

الطاقة الإيجابية والسلبية

مدار الساعة ـ
يحمل كل إنسان فينا ذكرا كان ام انثى في نفسه طاقة او تحيط به هاله قد تكون إيجابيّة، وقد تكون سلبيَّة، وقد يكون عنده مزيج بين الطاقتين وفق ما مر به من مواقف تفاعلية مع من حوله من اقارب وأصدقاء ومعارف وأفراد مجتمع خلال حياته وإكتسب من خلال ذلك خبرات إيجابية او سلبية. فالطاقة او الهالة الإيجابيَّة هي طاقة تحمل في طياتها الحب والرغبة في العطاء والمساعدة للآخرين بدون إنتظار لأي شيء في المقابل، والتفاؤل بشكل مستمر آخذا بالقول: تفاءلوا بالخير تجدوه. أما الطاقة أو الهالة السلبية تنمي في نفس صاحبها البغضاء والكراهية للغير وإتخاذ المواقف السلبية في اي مواقف أو حالات يتعايشها صاحب الطاقة او الهالة السلبية مع الآخرين، والتشاؤم المستمر. ولقد علمنا رسولنا الكريم ﷺ: طرق عديدة نكتسب من خلالها الطاقة الإيجابية، ومنها: تبادل الابتسامات مع الآخرين، لقوله ﷺ: تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ، فالابتسامة تظهر انطباعاً إيجابيَّاً عن نفس صاحبها وتعكس الحبَّ والمودة والحنان، والرحمة، واللين والرفق نحو الآخرين، لكن على أن تكون صادقة من صاحبها إلى حدٍ ما. تبادل التحيَّة والسلام، فطرح السلام على الآخرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُم عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُم؟ أَفْشُوا السَّلاَم بَينَكُم.
مداعبة الأطفال الصغار ومجالستهم لبراءتهم، حيث إن ذلك يُكسب الشخص شحنات إيجابيَّة بشكل دائم، تنمي ما لديه من طاقة إيجابية. قوَّة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، واتباع ذلك بسائر الأعمال الصالحة المستطاعة من قراءة للقرآن الكريم والصيام، والحفاظ على الفرائض، والإكثار من النوافل ... إلخ. الصحبة الحسنة القائمة على الدين وحسن الخلق. الإبتعاد عن كل ما يسبب التوتر والضيق في النفس، من أغاني ماجنة وأصوات صاخبة، وعن الصحبة السيِّئة، وعن ارتياد الأماكن السيِّئة. الهدوء والسكينة والاسترسال مع النفس في خلواتها، تأمُّلاً وتفكُّراً. تأمل المستقبل، وحسن التخطيط له. التحلي بالصفح والتسامح، وتطهير النفس من الحسد القاتل والغيرة غير البناءة ومن الأحقاد في التعامل مع الآخرين. السجود على الأرض مباشرة ودون حائل، وخاصَّة على التراب، كما ثبت أنّه يسحب ما لدى الإنسان من شحنات سلبيَّة، ويبدلها بالشحنات الإيجابية. إعمال الخيال بشكل إيجابي، كتخيُّل الإنسان نفسه في واحة خضراء ممتعة، أو تذكُّر اخداث ممتعة وجميلة وسعيدة حدثت معه، كذهابه في رحلة جميلة مثلاً مع من يحب ويرتاح نفسيا. قضاء أوقات جميلة ممتعة كلّما سمحت الظروف بذلك، كالرحلات بين الأشجار، وعند الشواطئ، وتحرير الذهن من الأفكار السلبيَّة سيولِّدُ الطاقة الإيجابيّة عند الإنسان. التجديد في روتين الحياة اليومي بشكل مستمر يبعث على الحيويَّة والنشاط، ويكسب الإنسان الطاقة الايجابيَّة. ملامسة القدمين للتراب بالمشي حافياً عليه يسحب ما في الجسد من طاقة سلبيَّة. ممارسة الرياضة بشكل مستمر تفرِغ الجسم من طاقته السلبيَّة، وتزيد في قوة التركيز وفي النوم العميق. فالطاقة الايجابية تنعكس إيجابا على نفسية الإنسان ذاته وعلى نفسيات من حوله من أقارب وانسباء واصدقاء ومعارف وافراد المجتمع من بعده. فنجد فرداً يشعر بالراحة والسعادة والطمأنينة، والسكينة ممّا ينعكس على أدائه في عمله اليومي، وعلاقاته ونجاحه في مختلف جوانب الحياة مع الآخرين، وفي الوقت ذاته يُسهِم ذلك في ترابط المجتمع وتماسكه، وانتشار المودة والمحبّة والتعاون والإنتاجية بين أفراده.
مدار الساعة ـ