صديقي هاني الصليبي الفاعوري.. الرجل الهادئ.. فاجأني بنظرته الاستشرافية الدقيقة لموضوع له الكثير من الاثار الايجابية إن احسنا التصرف.. وتنبهنا له بشكل سريع.. وكنا اصحاب الفعل لا رداته.. فقد اثار على ملتقى النخبة-elite قبل عدة ايام موضوعا تحت اسم "عودة المهاجرين".. وعكفتُ هذه المدة ابحث في الامر لعل هناك من طرق هذا الامر وبحثه.. ولكن للاسف لم اجد..
كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن انتشار للقيم السيئة المنافية للعقائد السماوية جميعها.. واصبح لها تشريعاتها والداعمون لها بشراسة.. حتى اصبح من يقف ضدها يُجرم وينعت بنعوتات بشعة.. فأصبحت الدعوة للفضيلة ورفض هذه الافكار عندهم جُرم.. على الرغم من الحرية الزائفة المزعومة.. والتي تقف وتتكسر عند الرفض لما يريدون ان يملوه على الجميع..
هذا بالاضافة الى الكثير الكثير من الامور التي لا تتماشى ولا تتوافق مع عادات ومعتقدات اهل الفضيلة التي كانت موجودة اصلا.. ولكن كان بالامكان التعايش والتعامل معها دون ان تصل الى درجة الفرض والتعامل معها بشكل اساسي واجباري..
كثير من ابنائنا في بلاد الاغتراب الغربية كان يتحمل ما هو غريب عليه.. ويضطر للتعايش معه.. لقاء لقمة العيش والحرية واثبات الوجود.. وحين يصل ابناء البعض منهم سن المراهقة.. كان يرسلهم الى بلده الام.. لكي لا يجرفه تيار العلمانية والتحرر والانحلال.. لعله يبقي ولو على اساسيات المفاهيم الاصيلة.. والمباديء السامية في عقلية وتكوين ابنائه.. متحملا عناء البعد والتكاليف المادية..
ومع الهجمة المقننة والشرسة على الجيل الجديد.. وبدء الضغط على الجميع في تلك البلاد لكي يتقبلها كجزء اساسي من ثقافته.. فان المتوقع ان يفكر مليا وجديا الكثير من ابنائنا بالعودة الى ديارهم..
المشكلة التي ستواجههم هي الكثير من الانظمة والقوانين التي ستقيد من جعل تفكيرهم ياخذ حد العزم والحزم في اخذ قرار العودة.. فقد مارسوا الكثير من الممارسات التي تغلب عليها الحرية في التعامل التجاري والاقتصادي والتقني.. ناهيك عن المناهج وطرق تدريسها التي تسبقنا كثيرا.. وتدخل في بناء وصقل شخصية الابناء علميا واجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا..
من هنا.. ولكي لا اطيل الشرح.. اطرح التساؤلات التالية..
- هل يمكن ان نكون المبادرين في تعديل بعض التشريعات التي تسهل عليهم العودة؟!..
- هل يمكن ان نكون اصحاب الفعل لا الراكضين خلف ردات الفعل.. بحيث نستقطبهم.. ونكون الحضن الدافئ لهم ولما استطاعوا جنيه وكسبه من خبرات وعلم وثقافة وافكار واموال.. دون استغلال مقيت؟!..
- هل من الممكن ان نستغل هذه الحالة التي اصبح يعاني منها المغترب العربي بشكل عام.. ولا نضيع الفرصة لجعلهم مصدرا هاما للنمو والتطور.. في ظل ان كثير من البلاد وللاسف اصبحت تهيء الفرصة لتقبل ما يتم نشره غربيا من قيم ومبادئ لا نتقبلها في بلد عربي هاشمي مسلم؟!..
- هل يمكن ان نروج اجتماعيا لاحتضانهم وتقبلهم وانخراطهم في مجتمعنا.. دون ان يشعروا بانهم اغراب في بلادهم؟!..
في الختام.. شكرا اخي ابا احمد لطرقك الناقوس والتنبيه على ما سيحصل.. وعذرا على اخذي لفكرتك دون حتى الاستئذان.. والتي انا على يقين بانك تريد نشرها ولا تبغي من ورائها الا المصلحة الوطنية والقومية..