أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما لا تعرفه عن 'جمعة مباركة'


راتب المرعي الدبوش

ما لا تعرفه عن 'جمعة مباركة'

مدار الساعة ـ
(جمعة مباركة) كلمة أصبحت كثيرة التردد، في السنوات الأخيرة، عبر صفحات (الفيسبوك)، محصورة بين حدين: أولهما أنها لا تظهر إلا في أيام الجمع ولياليها، وثانيهما أنها سجينة الفيسبوك، لا تخرج منه إلى واقع الحياة اليومية المعيش.
إن الناس لا يتبادلونها، ولا يوجهها بعضهم إلى بعض في الحياة اليومية العادية: في الشوارع، والجلسات، والاجتماعات، وأماكن العمل، كما هو الحال، مثلا، في كلمة (كل عام أنتم بخير) التي يتبادلونها في الأعياد الدينية، والشخصية.
في حدود معرفتي المتواضعة أن كلمة (جُمُعة مباركة) لم تكن معروفة، ولا متداولة في تراثنا الديني والاجتماعي، ولم يستعملها الأسلاف لا كدعاء، ولا كتحية، بل إن العارفين بالسنة النبوية عدّوها بدعة من البدع التي لا سند لها.
ولست أدري: من أول من أقحم هذه العبارة في هذا السياق؟ ومن أين جاء بها؟ وهل كان المقصود منها، أصلا، يوم الجُمعة المعروف؟ أم كانت تعني شيئا آخر لا علاقة له بهذا اليوم؟؟
أكبر الظن أن كلمة (جَمعة مباركة، بفتح الجيم) كانت، أصلا، وعلى الصعيد الثقافي الشعبي، تستعمل في معرض الدعاء بالبركة (لاجتماع عدد من الناس)؛ كالإخوة وأبناء العمومة والأقارب، أو حتى من غيرهم؛ لأمر من أمور حياتهم. أزعم هذا، وفي ذهني الدعاء المعروف الذي يقال في المناسبات التي يجتمع فيها الناس، وهو:
«اللهم اجعل جَـمْـعَـنا، هذا، جمعاً مرحوماً، وتفرقنا، من بعده، تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا منّا ولا معنا شقيا أو محروما».
ومعروف أن (الجَمْع) ينبثق من الجذر اللغوي (جَمَعَ)، واسم المرة منه: (جَـمْـعَـة، بفتح الجيم، وسكون الميم)، مثل: ضربة، وركلة، وأكلة. وفي الأوساط الشعبية تطلق كلمة (جَمعة) على أي اجتماع أو تجمع، وخاصة بين من تربطهم صلة مودة وقربى. ومن هنا، يأتي الدعاء بالبركة لهذه (الجَمْعة/ الاجتماع) بالقول: (جَـمْعة مباركة) بفتح الجيم.
والسؤال: لماذا، إذن، انتشرت هذه الكلمة مرتبطةً بيوم الجمعة في صفحات الفيسبوك؟
أقول: ربما كتب أحدهم ذات يوم: (جَمْعة مباركة) داعيا لاجتماع ما بالبركة، فقرأها آخر؛ متوهما أنها تعني (يوم الجُمُعة)، ولأن أغلب ما ينشر في صفحات الفيسبوك يقوم على مبدأ: النسخ والإلصاق؛ فقد استعملتها جماهير (الفيسبوك) في غير ما استخدمت فيه أصلا؛ ظنا منهم أنها تعني (يوم الجمعة).
تماما، مثلما كان يحدث في التظاهرات التي كانت تستنكر وتدين وعد بلفور... فالنخبة من قادة التظاهرة يهتفون: (فليسقط وعـد بلفور) وجماهير العامة تردد (فليسقط واحد من فوق).
مدار الساعة ـ