رجال الاعمال والمستثمرون وقادة الرأي بالعالم الذين يلتقيهم جلالة الملك في بضعة ايام تختصر الكثير من المسافات والوقت والمجهود لالتقاء بهؤلاء كل على حدة وباوقات وأماكن مختلفة، فجلالة الملك ولربما يستغرب البعض يحمل بجعبته وفي كل مشاركة له في هذا الملتقى «الخارطة الاستثمارية للمملكة » وبكافة تفاصيلها ويقوم هو شخصيا بعرضها واعطاء شرح مفصل عنها وإقناع المستثمرين بها و تشمل كافة القطاعات الاقتصادية.

تشرفت وقبل عدة اعوام بان اكون ضمن احد الوفود الاقتصادية التي زارت دولة الهند لعقد منتدى اقتصادي مشترك هناك وتزامنا مع زيارة رسمية كان يقوم بها جلالة الملك للهند آنذاك، وما لفت انتباهي بهذه الزيارة هو إصرار جلالته على حضور فعاليات المنتدى والالتقاء برجال الاعمال والمستثمرين المشاركين وذلك رغم ازدحام جدول زيارته، وما لفت انتباهي وكما العديد من المشاركين هو ان جلالة الملك تولى بنفسه اقناع رجال الأعمال الهنود بضرورة الاستثمار بالمملكة مستعرضا امامهم كافة الفرص الاستثمارية بالارقام والجدوى الاقتصادية منها، وهذا كله في سبيل مواجهة تحدي البطالة.

الثقة التي يحظى بها جلالة الملك من قبل مجتمع الاعمال الدولي لم تأت من فراغ، فالسياسة الحكيمة لجلالته والتي قادت الاردن لحالة الاستقرار المميز الذي نعيشه حاليا وعلى مختلف الاصعدة بالرغم مما واجهته المنطقة من تحديات وأوضاع امنية غير مستقرة طيلة السنوات الماضية، بالاضافة الى ما حققته المملكة من نتائج اقتصادية لافتة، و الاهم من هذا كله اقتناعهم بمدى الأهمية التي يوليها جلالته لهذا الملف بالتحديد، وهذا ما شهدنا عليه طيلة السنوات الماضية من تدفق استثمارات عالمية للمملكة ماكانت لتأتي لولا تواصل جلالته المباشر مع مجتمع الأعمال العالمي.

عشرات المليارات تدفقت على المملكة طيلة السنوات العشرين الماضية ونشهد عليها في كل يوم وفي مختلف القطاعات وتحديدا تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعدين والصناعة والسياحة، وعلى هذا مئات لا بل آلاف الادلة التي نراها باعيننا لمشاريع استثمارية ضخمة وتشغل اليوم مئات الآلاف من الأردنيين وما زالت تشغل في كل يوم جراء استمرار تدفق الاستثمار الأجنبي للمملكة والذي نما خلال العام الماضي بما يقارب.. وما يقارب... خلال النصف الأول من العام الحالي.

الاستثمار وجلبه هو شأن حكومي خالص وله مسؤولوه ووزراؤه وحكومته، غير أن جلالته يصر على الاهتمام بهذا الملف بشكل شخصي ورئيسي لما في ذلك نفع للاقتصاد الوطني وخدمة لشعبه وابنائه الذين يسعى بكل جهوده لتأمين فرص عمل لهم بما يليق بهم وبطموحاتهم، وفي النهاية صن فالي ليس الوحيد في محطات جلالته والتي من خلالها يسعى لتأمين أبناء شعبه في من خلال لقاء قادة الأعمال و إقناعهم بالاستثمار بالمملكة بالطريقة المثلى الذي يحتاجها أي مستثمر.. ولذلك هو صن فالي الذي نشارك به في كل عام.