حالة المنافسة الشرسة التي بدأت تشهدها المنطقة بجذب السياحة وتطوير منتجاتها السياحية، تستوجب منا ومن القائمين على ادارة سلطة العقبة الاقتصادية الى الاسراع والاستعجال بالانتقال بهذه المدينة الساحلية من اجواء السياحة التقليدية لاجواء سياحية مواكبة ومتطورة تستطيع منافسة الدول المجاورة والاقليم، فماذا علينا ان نفعل؟.
التفكير خارج الصندوق والخروج من عباءته التقليدية بادارة ملف «العقبة الاقتصادية» اصبح لازما وليس ترفا على الجميع، فالبقاء على نفس هذه الوتيرة سيضعف من قدرتها على المنافسة مستقبلا وتحديدا في ضوء ما تشهده المنطقة من مشاريع سياحية ضخمة وتطوير متسارع للمنشآت السياحية فيها، بالاضافة لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية بحوافز كبيرة، ومن هنا يجب ان تنال العقبة ومناطق المثلث الذهبي اولوية في عمليات التطوير واستقطاب الاستثمار لاقامة منشآت سياحية متطورة وخارجة عن المألوف.
في الواقع الجهود التي بذلت في تطوير منطقة العقبة الاقتصادية كبيرة جدا طيلة السنوات الماضية، فكل من يزور هذه المدينة يلمس الفرق الكبير بين الحاضر والماضي وقبل اقامة المنطقة الاقتصادية الخاصة التي جاءت فكرتها بهدف زيادة الالق لثغرنا الباسم، وكذلك لابد من الاشادة بالجهود الكبيرة والمميزة التي تبذلها ادارة السلطة حاليا في رفع سوية هذه المدينة من خلال تقديم التسهيلات والخدمات، غير ان العقبة مازالت تعاني من كلاسيكية العمل والتفكير وهذا ما تحتاج الى تغيره اليوم لتستطيع ملاحقة المنافسة في استقطاب السياحة اليها وال? المملكة.
السياحة الشاطئية لا تنحصر على إقامة الفنادق أو الحدائق أو الشواطئ بل انها تحتاج لمقومات ترفهية قادرة على المنافسة واعطاء العقبة ميزة تنافسية، وهذا الشيء يتطلب لتحقيقه شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص وتمويل والتفكير بمشاريع وافكار مازالت المنطقة تحتاجها ولم تنفذها، وذلك من خلال مغادرة حالة الكلاسيكية والتقليدية الى خارج اسوار هذه المدينة، وخاصة اننا بتنا نرى جيراننا قد بدأوا يعلنون وفي كل يوم عن مشاريع سياحية كبرى ويستعجلون بعمليات التطوير والمواكبة.
"العقبة» هي المدينة الساحلية الوحيدة بالمملكة وليس لدينا سواها ولابد من التركيز والاهتمام بها، وخاصة عندما يتعلق الامر بقطاع مهم كقطاع السياحة الذي يدر على المملكة مليارات الدنانير بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا يعني ان رفع قدرة العقبة على المنافسة بالمنطقة وجعلها جهو فضلى للسياحة العالمية ضرورة ملحة للمحافظة على حصتنا من السياحة العالمية للمنطقة، ومن دون ذلك ستتراجع لمستويات لربما ستكون غير مبشرة ومعيقة لنسب النمو والتشغيل، فلنستعجل العقبة قبل فوات الاوان.