الجميع لاحظ حالة الاستهزاء والتهكم التي قام بها العديد من ناشطي التواصل الاجتماعي عبر منصاتهم بعد الاعلان عن اقامة اكبر كرسي بالمملكة والمنطقة وبطريقة ساخرة وتهكمية، بينما في الحقيقة سبب اقامة هذا الكرسي هو رسالة من القطاع الصناعي الاردني تدل على متانة الصناعة الوطنية و خصوصا قطاع صناعة الخشبيات والاثاث، فلماذا اصبحنا نستهزئ ونتهكم على كل شيء؟.
كلنا نعلم مدى التحديات والمعيقات التي واجهت القطاع الصناعي في المملكة ومنذ التأسيس، غير انه اليوم وبفضل الارادة والدعم المتواصل من اكثر القطاعات مساهمة في الناتج المحلي الاجمالي ومن اكثرها تشغيلا للايادي العاملة، فان تحقق الصناعة الوطنية كل هذه الانجازات رغما عن كل التحديات يستوجب علينا ان نفخر ونفاخر بها وان ندعمها حتى بابسط ما تقوم به من محاولات تريد ان تثبت من خلالها قدرتها على المنافسة والوصول لاكبر الاسواق بالعالم لتنال ثقة من المستهلك المحلي.
الفكرة من اقامة الكرسي وفي هذا الوقت تحديدا مهمة ومعبرة وتحمل روح المبادرة من احد المصانع وبدعم من غرفة الصناعة، وذلك بهدف لفت الانظار الى الصناعة الوطنية والتي هي اليوم في مرحلة تنافس كبيرة مع مختلف الصناعات العالمية التي بدأت تغزوا اسواقنا وتنال اعجاب مستهلكينا رغم تفوق صناعتنا الوطنية عليها بالجودة وبالسعر والكفالة المصنعية، ومن هنا لابد من ان نعي جميعا بأن دعم الصناعة الوطنية وبعيدا عن جلد الذات اصبح ضرورة لدورة في دعم الاقتصاد الوطني وتشغيل الشباب الاردني.
نعم في دول اخرى يتفاخرون باقامة اكبر سندويش فلافل واكبر برغر واطول بيتزا واكبر صحن تبولة ومع ذلك نجد البعض يتناولها باعجاب، بينما نحن وفي حال قمنا بشيء نريد ايصال رسالة من خلالها وبما يتناسب مع قدراتنا المتواضعة مقارنة مع دول كثيرة ننافسها بكل شيء اليوم ورغم انها تمتلك اكبر الثروات والامكانيات المالية، ومن هنا لماذا لانفخر بان صناعتنا الوطنية اعلنت عن اقامة كرسي وبهذا الحجم الذي يصل طوله إلى 7 أمتار وبعرض 3 أمتار وبعمق 3 أمتار.
ختاما، ان كنتم لا تريدون سوى التهكم فقط الذي اصبح اسلوبا تقليديا عند البعض وكما لاتريدون ان تقدروا الجهود التي تقوم بها الصناعة الوطنية رغم قلة الامكانيات وكثرة التحديات امامها، فارجوكم ان تقدروا هذه المرة جهود العامل الاردني الذي بذل جهودا كبيرة باقامة هذا الكرسي كانجاز منهم يقدمونه لصناعتهم وبما توفر لهم من امكانيات، والله من وراء القصد.