مدار الساعة - اعلنت كلية الطب في جامعة مؤتة والتي تحتضن كوكبة من المتميزين والمبدعين في الاختصاصات الطبية وبخاصة الدقيقة منها حزمة انجازات حازت في بعضها على الريادة على مستوى الوطن وبخاصة تلك التي تجرى وفق التقنيات الحديثة في الطب على اختلاف اختصاصاته .
لتمضي الكلية بتميزها وريادتها طبيا وبحثيا نحو تطلعاتها ومساعيها الوطنية التي اوجدت حالة من التحول الإيجابي في طبيعة الخدمات التى يتلقاها أبناء محافظات الجنوب داخل حرم المستشفى التعليمي "مستشفى الكرك الحكومي".
رئيس جامعة مؤتة الأستاذ الدكتور سلامة النعيمات أكد بأن ما تحققه كلية الطب من إنجازات وريادة تترك من خلالها مساهماتها الملموسة على القطاع الصحي في محافظة الكرك وسائر محافظات الجنوب وتثري ميدان البحث العلمي بإضافات نوعية رائدة برزت ثمارها في ماحققته من تصنيفات محليا ودوليا.
وشدد على أن هذا كله يعكس روح الاهتمام والرعاية الملكيين وسعي مؤتة الجامعة لترجمة التوجيهات الملكية التي ترى في مؤسسات التعليم العالي منارة تشع علما وبحثا ومعرفة وتنمية تنعكس إيجابا على المجتمع والوطن .
واستطرد النعيمات بالتأكيد على أن جامعة مؤتة ستمضي قُدما بدعم كلياتها وأقسامها الجامعية بتطلعاتها، لتحقق توجهها الذي تصبو من خلاله لتأخذ الجامعة مكانتها وصورتها التي تليق بصرح يحتضن السيف والقلم ويحمل اسما له من العراقة والتاريخ ما يشكل امتدادا لأصالة الأردن الواحد وعراقته.
عميد كلية الطب الدكتور فادي سواقد بين أن حالة التنافسية الإيجابية التي حققتها الكلية من خلال حضورها عالميا ومحليا هي ثمرة جهود وعطاء متواصل لأبنائها من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة ولإدارة الجامعة ورئاستها التي جعلت منها المشروع الحيوي الأول الذي تطمح من خلاله نحو تحقيق غايات نوعية وتنموية وخدمية ستنعكس نتائجها إيجابا على الكلية والجامعة ومجتمع محافظة الكرك بخاصة والجنوب بعامة.
ولفت سواقد إلى أن كلية الطب وبمجال ميدانها العملي تعمل بتشاركية وطنية مع القطاع الصحي في محافظة الكرك وبخاصة المستشفى التعليمي "مستشفى الكرك الحكومي" الذي باتت إنجازاته، التي تأتي ثمرة الجهود التشاركية، محور الإنجاز الطبي على مستوى الجنوب وذلك لريادتها وتميزها وبخاصة في مجال الاختصاصات والتقنيات الحديثة في الطب.
واستعرض عميد الكلية، الذي يعد أحد اعمدتها في اختصاص جراحة الكلى والمسالك البولية إنجازها الأخير لقسمهم الطبي، المتمثل بالبدء باستخدام تقنية الليزر في تفتيت الحصى البولية من خلال المنظار في مستشفى الكرك التعليمي الحكومي.
وأوضح سواقد أنه عقدت ورشة تدريبية حيال هذه التقنية بإشراف أعضاء هيئة التدريس من كلية الطب/ شعبة جراحة الكلى والمسالك البولية ومشاركة الزملاء من المستشفى من كادر وزارة الصحة حيث اصبح يتم اجراء هذا النوع من العمليات المنظارية لتفتيت الحصى باستخدام الليزر بشكل دوري في المستشفى.
كما أضاف الدكتور سواقد إلى أن العمل جاري لافتتاح وحدة متخصصة لتخيطيط دينامكية المثانة والتي تعتبر من احدث واهم الطرق في تشخيص حالات المثانة العصبية والسلس البولي.
كما سجل فريق جراحة العظام والمفاصل في كلية الطب بالتعاون مع المستشفى إنجازا طبيا نوعيا، أشرف عليه استشاري جراحة العظام والمفاصل وجراحة الطب الرياضي والمنظار وجراحة القدم والكاحل الدكتور بلال بشار الزعبي.
وتمثل الإنجاز بإجراء عملية جراحية نوعية لحالة نادرة باستئصال أكياس كلابية (المائية) من الفخذ لمريضة، وهي من الحالات النادرة على مستوى العالم وتتطلّب حرفية ومهنية عاليتين، وفقا لما أكده الزعبي.
وعرض الزعبي تفاصيل تتعلق بالحالة وتشخيصها، حيث بين ان المريضة كانت تعاني من ألم وانتفاخ في الفخذ الأيسر منذ شهرين، وراجعت عدة أطباء، وتم تحويلها إلى مستشفى الكرك الحكومي، وبعد دراسة السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري وصورة الرنين المغناطيسي للمريضة تبين وجود أكياس كلابية في الفخذ الأيسر بحجم ١٢×١٠×٩ سم.
وتابع بالقول إنه بعد ذلك تم إجراء عدد من الصور للتأكد من عدم وجود أكياس أخرى في هذه المناطق من الجسد لأن هذه المناطق هي الأكثر شيوعا.
وعقب التحقق من عدم وجود أكياس أخرى سوى هذه الأكياس فقط في منطقة الفخذ الأيسر، تقرر إجراء عملية جراحية لاستئصال هذه الأكياس بدقة عالية وذلك لقرب هذه الأكياس جدا من العصب الوركي والأوعية الدموية الرئيسية في الطرف السفلي، وتكللت العملية بالنجاح واستئصال جميع الأكياس.
واستطرد الزعبي بالإشارة إلى أنه يتم إجراء عمليات نوعية أخرى في قسم جراحة العظام والمفاصل منها عملية تنظير مفصل الكاحل، وعلاج إصابات أربطة مفصل الكاحل، وهذه من العمليات النوعية والجديدة في مستشفيات وزارة الصحة، حيث أجريت هذه العمليات لعدة مرضى وبنتائج ممتازة تضاهي النتائج العالمية لمثل هذه العمليات.
وبدوره سجل قسم النسائية والتوليد بكلية الطب وبالتشاركية مع جمعيتي الأمراض النسائية والتوليد الأردنية والآسيوية لجراحة المنظار، إنجازا طبيا، تُرجم بإجراء عملية استئصال الرحم باستخدام المنظار.
وهو تكنيك جراحي جديد كان لكلية الطب وميدان مستشفى الكرك الحكومي الريادة بإجرائه لأول مرة على مستوى المملكة، وفقا لأستاذ الطب في قسم النسائية والتوليد بالكلية الدكتور علاء عويس.
إذ أوضح أن هذا النوع من العمليات يتعافى منه المريض بسرعة ويعود لمزاولة الحياة الطبيعية بمضاعفات أقل وبدون جروح، ما يعد إضافة نوعية من الناحية التجميلية.
وبين عويس أن الكلية والجهات المشاركة المذكورة قامت على عقد أيام علمية لمدة ثلاثة أيام تناولت قضايا طبية مهمة، منها أبرز ما وصل إليه العلم في جراحة المنظار لاستئصال الرحم والألياف الرحمية وبطانة الرحم المهاجرة والأورام.
كما شهدت برامج الكلية التدريسية نقلة تحديثية وبخاصة في الطب النفسي.
حيث يؤكد أستاذ الطب في هذا الاختصاص الدكتور عامر الرواجفة أن مساقات وبرامج تدريس الطب النفسي شهدت تحديثا وتطويرا المساق بما يتناسب مع التطورات المتتابعة في مجال علوم الطب النفسي في العالم وما يترتب على ذلك من تقدم ثوري في مجال التشخيص والعلاج.
ولفت الرواجفة إلى أن دراسة الطب النفسي وعلوم النفس تعد مجالا مثيرا للاهتمام، حيث يربط علاقة التكون العضوي الدماغي والكيميائي للإنسان بسلوكه ومشاعره وإدراكه، وطرح الموضوع بطريقة علمية وأكاديمية تجذب الاهتمام قد تحفز الطالب على التوسع أكثر في هذا المجال والتوجه إلى هذا التخصص مستقبلاً، وبخاصة بوجود تقدم وثورة علمية حديثة في مجال الطب النفسي والحاجة الماسة لوجود مختصين لإشباع الطلب العالمي المتزايد على الطب النفسي في وقتنا الحاضر.
وأوضح أن وجود مساقات الطب النفسي في الخطط والبرامج التدريسية يؤسس بدوره لاستحداث عيادة للرعاية النفسية للطلبة وكوادر الجامعة التي ستقدم خدمات نوعية في هذا المجال.
ويشار إلى أن كلية الطب سجلت إنجازات رائدة في الفترة السابقة، منها البدء بتنفيذ اتفاقية مع جمعية الكليات الطبية الأميركية لفتح المجال أمام طلبة الكلية لعمل تدريب سريري في اختصاصات طبية مختلفة في جامعات وكليات أميركية، وتوسعها في إطار دعمها وخدمتها للمجتمع المحلي باحتضانها لمشروع المركز الوطني للسكري الذي سيقدم خدماته لأبناء مناطق الجنوب.