هذه هي سنة اخرى ذهبية لآداء شركات التعدين (الفوسفات والبوتاس) فالأرباح غير المسبوقة لا شك أنها ستغري لتوزيعات نقدية كبيرة لكنها مناسبة أفضل للتوسع في المشاريع وزيادة الاحتياطيات النقدية.
السنوات الذهبية لشركات التعدين لن تستمر ومعروف أن هناك دورة صعود وهبوط لا يمكن أن يكون سوق التعدين استثناء فيها، وهو ما حصل على مدى العقود الماضية.
على أية حال يقال تفاؤلوا بالخير تجدوه، لكن التفاؤل هنا يحتاج إلى استعدادات ليس أقلها تنويع الإنتاج حسب حاجات الأسوق، للمحافظة على وتيرة مستقرة في الربحية.
تستعد الشركات لإعلان نتائج النصف الأول وهي ستكون زيادة عن أرباح النصف الأول من العام الماضي فنتائج الربع الأول تعطي هذه المؤشرات. بلغت أرباح شركة البوتاس العربية الأردنية، 114 مليون دينار (160.8 مليون دولار) أرباحاً صافية في الربع الأول.
صافي إيراداتها من عمليات تصنيع البوتاس بلغ نحو 221 مليون دينار، فيما بلغ الربح التشغيلي لذات الفترة من العام الحالي قرابة 118 مليون دينار.
أما مناجم الفوسفات الأردنية فحققت خلال الربع الأول من العام الحالي أرباحاً إجمالية قبل الضريبة بلغت 141 مليون دينار، وأرباحاً صافية بعد الضريبة بلغت 103.4 مليون دينار.
بصافي مبيعات بلغ 313.5 مليون دينار وارتفاع في كميات الفوسفات الخام المباع بمقدار 175 ألف طن، من الفوسفات الخام 2.524 مليون طن، مقابل 2.349 مليون طن لنفس الفترة من العام الماضي.
الخزينة شأنها دائماً بحاجة إلى المال لتدارك العجز وتلبية النفقات الجارية المتزايدة وهي حتماً ستضغط وستكون سعيدة بأن تزيد هذه الشركات من التوزيعات بما يعود بالسيولة على حصصها في ملكية هذه الشركات. إضافة إلى ما تورده من ضرائب ورسوم.
بلغ مجموع ما وردته شركتا الفوسفات والبوتاس للخزينة سنة، ٢٠٢١، ٢٥٤ مليون دينار رسوم تعدين وضريبة دخل. أما في الربع األول من ٢٠٢٢ فبلغ ما وردته الشركتان نحو ١٣٩ مليون دينار بحسب توقعات الدخل لكلتا الشركتين حتى نهاية العام، فمن المقدر أن يبلغ ما ستوردانه للخزينة أكثر من ٥٥٠ مليون دينار هي رسوم تعدين وضريبة دخل.
هذه الأرباح لن تكون منصة فقط للضغط لغايات زيادة التوزيعات النقدية على حساب المشاريع، لكنها ستتكفل بالضغط على إيرادات الشركات للتوسع في التوظيف إن أمكن، لكن كما يبدو فهذه القفزات الكبيرة في عوائد وأرباح الشركات فتحت شهية بعض الأصوات من داخل الحكومة وخارجها للتفكير في جني المزيد من هذه المكاسب للخرينة عبر طرق متعددة!.
خطط الشركات التوسعية في المشاريع الإنتاجية في هذه المرحلة أهم من المكاسب الآنية، ليس فقط لأن النظرة الى المستقبل يجب أن تكون حصيفة، بل أيضاً لتعزيز موقع هذه الشركات في الأسواق العالمية في مواجهة المنافسة.
ليس فقط المنافسة قوية، لكن النمو الإنتاجي والتصديري للبوتاس والفوسفات يخضع لمحددات محلية من بينها الضرائب على التعدين التي لا تحتاج الى تحريك سلبي.