بقلم: فوزي بدير (الحوت)
عامٌ مضى على رحيل شيخ البلقاء وفارس مدينة السلط معالي الشيخ مروان الحمود رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
ترجّل الفارِس عن جواده..
وانتقل إلى جوار ربه تاركًا وراءه إرثًا في الرجولة وكنزًا من علوم الرجال لتترّبى عليه الأجيال القادمة.. في مدينة السلط وفي الأردنرحل أبو عبد الحليم الإنسان المُتواضِع والشيخ الهمام الذي ابتعد عن رفاهية الحياة... والتصق بمدينته التي عشقها فعشقته وأحبه أهلها..نعم هي قصة حبٍ سرمديّةٍ بين الأرض وصاحبها... لقد كان لي الشرف بأن أكون ملازماً له كظله رحمه الله وفي كل يومٍ كنت أتعلم منه الكثير..أبو عبد الحليم كان شيخ البلقاء وعميد السلط كان الرجل الذي اذا تحدث صمت الجميع ليسمعوا ما سيقول.. وليتعلموا مما سيقول.عامٌ مضى وكأن الأيام الثقال تقف بلا حركة فما زال حزن الرحيل يغمرنا ويفتك بقلوبنا..عامٌ مضى ولا زلنا غير مصدقين.. فالمصاب كان أليماً والحدث كان أكبر مما نتحمل.وداعًا أبي عبد الحليم ولن ننساك ما حيينا ولن تنساك شوارع السلط وأزقتها وحواريها والأطفال الذين كانوا يتعلموا منك ما زالوا يجتمعون في ظل سرو السلط علهم يجدوا من يكمل الطريق..أبو عبد الحليم أعرِف أنّه مهما كتبتُ وكتب غيري ومهما قلنا فلن نفيك حقك...ومتى كان الكلام كالأفعال...ومتى كانت اللغة قادرةً على وصف شخصٍ أكبر منها نعم لقد كنت وستبقى أكبر من اللغة..رحمك الله وأسكنك فسيح جناته... وإلى جنان الخلد يا مَنْ تعلمتُ الكثير منكَ. وعهدٌ مني ستبقى في قلوبنا والعقول ما حيينا.. فمن كان مثلك يعيشون للأبد ولا يرحلون.