اعلان القوات المسلحة الأردنية، عن إسقاط ثلات مسيرات على الواجهة الشرقيةخلال الشهر الماضي، يشكل تطورا نوعيا في أساليب عمل عصابات التهريب والدعمين لها، كما يؤكد اصرارهما على استهداف الأردن، وخلخلة منظومته الأمنية والاجتماعية، وتحويل المجتمع الأردني إلى مجتمع مهلهل تسهل السيطرة علية، خاصة وان الكثيرون يتعلمون مع الأمر بكثير من اللامبالاة وكأنهم وكان الأمر لايعنيهم، كماأننا حتى الآن لانشعر بوجود خطة وطنية شاملة متماسكة، تشعر كل أردني واردنية انه وأفراد أسرته، ومجتمع رفاقة مستهدفون ، ومن ثم فان وطنهم وامنهم واستقرارهم وصحتهم مستهدفة، من خلالهم، مما يحتم على كل أردني الانخراط في التصدي لخطر المخدرات و الأسلحة المنفلته.
ان مايجري في بلدنا حتى الآن لمواجهة خطر عصابات تهريب المخدرات والاسلحة، لايزيد عن اصدار بيانات، وبعض الأنشطة المتفرقة، التي لاتسمن ولاتغني من جوع، لأن هدفها الأساسي تسجيل الحضور الاعلامي، لهذة الجهة او تلك ولولا يقظة قواتنا المسلحة، لكن الوضع اسؤ مما هو عليه الآن بكثير.
لكل ما تقدم فان المطلوب خطة وطنية تفصيلية لمواجهة هذا الخطر المتنامي . يكون أول أهدافها إغلاق المنافذ أمام عصابات التهريب، وهي هنا ليست الحدود فقط على أهمية ذلك، وهو دور تقوم به قواتنا المسلحة بكفاءة عالية، لكن مما
لاشك فيه أن عصابات التهريب تستغل حالة الاحباط والسوداوية المتنامية، خاصة عند الشباب الأردني للايقاع بهم في شرك المخدرات، ذكورا واناثا، ثم تحويلهم إلى أدوات يتحكم بها تجار المخدرات وصولا إلى تحوليهم إلى أعداء لوطنهم، او تحويلهم إلى قوى معطلة لا يستفيد منها وطننا، من هنا أهمية تركيز الخطة الوطنية على رفع الروح المعنوية للاردنيين من خلال تعديل المزاج العام في بلدنا،والذي يوصف بأنه مزاج محبط وسوداوي, وهنا لابد من القول انه وبالرغم من خطورة الدور الذي يلعبة المزاج الشعبي, في تحديد الآراء والمواقف والتوجهات لأي مجتمع ولأي دولة, لكن المزاج الشعبي الأردني لا يحظى بالاهتمام الكافي, بخلاف ما يجري في الدول الأخرى, حيث يحرص صّناع القرار على معرفة المزاج الشعبي السائد, قبل اتخاذهم لأي قرار, خاصة. اذا كان هذا القرار له علاقة بامن المجتمع واستقراره وسلامته، كما هو في حال التصدي لحرب المخدرات التي تستهدف الأردن، لذلك لابد من العمل على تهيئة هذا المزاج لتقبل القرارات أو تأييد المواقف ,ومن ثم انخراط الجميع في مواجهة الخطر، علماً بأن المزاج الشعبي يلعب الدور الرئيسي في صناعة الرأي العام وتوجيه.
مدخل اخر من مداخل عصابات تهريب المخدرات لابد من اغلاقة، فلا شك أن هذه العصابات تستغل صفة الجشع التي بدأت تتضخم عند شرائح واسعة من مجتمعنا تبحث عن المال بصرف النظر عن مصدره، وهؤلاء صاروا صيدا سهلا لعصابات التهريب لترويج بضائعم المسمومة، وقد أنتجت هذه الصفة جملة من الصفات المرتبطة بها أولها سيطرة الأنانية والفردية وتغليب المصالح الفردية على المصلحة العامة على قاعدة أنا ومن بعدي الطوفان.
كماصارت الفردية سبباً من أسباب الإنفلات من كل الأطر الضابطة للقيم واضعاف الردع الاجتماعي, الذي كان يردع الفرد عن القيام بمايخل بالشرف ويؤذي المجتمع كالتهريب.
هذه وغيرها من الأبواب التي تتسلسل منها عصابات تهريب المخدرات، قد ان أوان اغلاقها. وبغير ذلك قد ينكشف ظهر قواتنا المسلحة، وتأتيها الطعنة من الخلف وهذه اهم أهداف و أدوات الحرب الحرب الإلكترونية التي تصنف بأنها الجيل الرابع والخامس من الحروب.
Bilal.tall@yahoo.com