الحالة التي يجسدها نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية توفيق كريشان مثيرة للاهتمام وتدعو لتعميمها على مختلف الادارات الحكومية، فتخيلوا ان هذا الوزير وبهذا العمر تحديدا لا يزور مكتبه الا لبضع دقائق يوميا ويتخذ من مكاتب ومقرات البلديات المنتشرة بالمملكة مقرا لعمله، ومن هنا يأتي السؤال كيف استطاع هذا الوزير ان يزور ما يزيد عن 100 بلدية باقل من عامين ولماذا؟.
العمل الميداني القائم على التواصل مع المجتمع المحلي والقائمين عليها سواء في البلديات ومؤسسات الدولة الخدمية المختلفة هو السبيل الوحيد لوضع اليد على الجرح ومعالجة كافة التحديات التي تقف امامها في سبيل استمراريتها بتلبية الخدمات ورفع جودتها للمواطنين، ومن هنا جاءت قناعة الوزير كريشان بأن اللقاءات الميدانية ستساهم في وضع خطط لمعالجة كافة التحديات التي تواجه المجتمع المحلي وتحديدا البلديات.
الحديث عن الوزير «كريشان» والذي يبلغ من العمر عتيا والخبرة كثيرا وبهذا الوقت تحديدا ما هو الا رسالة لمختلف المسؤولين في القطاع العام مفادها ان اي وزير واي مسؤول لن يستطيع ان يحدد مواطن الخلل وما يرافقها من تراجع بالخدمة وجودتها الا من خلال الزيارات الميدانية ومغادرة المكاتب العاجية التي يقطوننها للاطلاع على واقع الحال عن قرب ووضع استراتيجية لمعالجتها، والاهم من هذا كله بان العمل العام ليس بريستيجا او وجاهة بل خدمة وطنية تقدم لابناء الشعب الذي يستحق دائما الافضل.
قضايا كثيرة وتحديات جسام كانت تقف امام تطور العمل البلدي وتحسينه وابرزها ارتفاع المديونية للبلديات وانتشار البيرقراطية وارتفاع الكلف التشغيلية مقابل تراجع الايرادات، فعمل الوزير وبعد زيارة ما يزيد عن 100 بلدية بوضع خطة متكاملة وخارطة طريق تعالج كافة تلك التحديات والهادفة الى تخفيض المديونية الى حدود امنة وبما يقارب 100 مليون دينار خلال العامين المقبلين من اصل 350 مليونا مديونية البلديات الحالية وذلك بخفض كلف التشغيل وضبط النفقات وتوجيه البلديات للاستثمار الناجح.
الزيارات الميدانية والالتقاء مع المواطنين والتماس همومهم والاستماع مباشرة من القائمين على خدمتهم هو السبيل الوحيد لرفع جودة الخدمات المقدمة لهم والتي ترمي اليها «رؤية التحديث الاقتصادي» وباستثناء ذلك ستبقى العزلة قائمة ما بين المسؤول والمواطنين، ولهذا جاءت رؤية التحديث الاداري التي في كل ما فيها تؤكد بان العمل الميداني وتلمس احتياجات المواطنين بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والبيرقراطية.
ختاما، جلالة الملك عبدالله الثاني وفي كافة توجيهاته للحكومات السابقة والحالية يحثهم على التوجه للعمل الميداني للوقوف عند كل تحدي يواجه العمل والخدمات العامة المقدمة للمواطنين ومعالجتها فورا، وهذا ما جسده الوزير توفيق كريشان بزيارته الميدانية التي لاقت استحسانا كبيرا من المواطنين وعملت على اعادة الثقة ما بين المسؤول والمواطن، وهذا ما نريده من المسؤولين لانجاح تحديثاتنا الثلاث واشراك المواطنين بمواجهة التحديات.