لن اكون دبلوماسيا في الحديث وانتقاء المفردات.. بل سأتحدث من القلب الى القلب.. فكثير من الاردنيين لا يعجبه العجب.. وحتى بعضهم ان أيدت رأيه.. تجده يعارضك.. وفينا الكثيرون الذين يعطون رأيا في شخص أو مؤسسة.. فإذا اقترب منهم.. تجده اعطى رايا مغايرا تماما.. فهل هي المصالح التي تحرك ألسنتنا في الحديث.. وايدينا في الكتابة؟!.. أم اننا لا نحب ان نرى اي تقدم لوطننا ومؤسساته؟!.. ام اننا فقط نحب التنغيص على من يفرحون؟!..
منذ زمن ليس بالقريب.. ظهر في العالم مقاييس جودة واعتماد وتصنيف لكافة الأعمال.. صناعيا وتجاريا وطبيا واكاديميا ومؤسسيا وما الى ذلك.. واصبحت هذه المقاييس والتصنيفات بمثابة المُسوِق لهذه الأنشطة او المؤسسات.. والدالة على مستوى مهنية واداء ومخرجات تلك المؤسسات.. فأصبح طالب الخدمة أو المنتجات يبحث عن هذه التصنيفات والمقاييس للمفاضلة بين جهة واخرى في ذات النشاط..
وحين بدأت تصلنا تصنيفات الجامعات.. ونشاهد ان جامعات عربية شقيقة حديثة التأسيس سبقت جامعاتنا.. فتحنا نيراننا على مؤسساتنا التعليمية.. واشبعناها نقدا وتهكما..
فما كان من الجامعات الوطنية -التي شعرت بأهمية هذه التصنيفات على استقطاب الطلاب- الا أن أوكلت فرقا متخصصة للتماهي والمنافسة على ترتيب هذه التصنيفات..
ولأن الاردني الحر اذا أعطي ما يريد أبدع.. وجدنا تقدنا واضحا للجامعات الاردنية على سلم الترتيب.. وكانت أم الجامعات -الجامعة الاردنية- في الطليعة.. فكانت من بين اعلى 500 جامعة في العالم على تصنيف ومقياس QS..
وما جلب انتباهي.. هو حصول أم الجامعات على المرتبة 498 على مستوى جامعات العالم في مقياس قابلية التوظيف والاستدامة للخريجين.. اي ان هذه شهادة بالمنتج وهو الطالب.. عدا عن الاشتراطات اللوجستية والكادر الاكاديمي..
لا احد ينكر بأن مخرجات التعليم اختلفت اليوم.. والجامعات تدرك ان التعليم لا بد وانه بحاجة للتغيير.. وهذا ليس في الاردن وحده.. بل في العالم.. والجامعات تبحث وتسعى دوما لمستقبل التعليم الجامعي المتوافق مع متطلبات السوق..
والى كل من يشكك في مستوى التعلبم الجامعي الاردني.. الذي ليس بالكامل..فالكمال لله وحده.. اقول..
- البحث العلمي في الجامعات الاردنية اليوم هو افضل من السابق.. بل لا يقارن.. بسابق العهد.. ففي جامعاتنا الوطنية باحثون على مستوى العالم.. وعدد الاستشهادات العالمية من أبحاث اساتذة جامعاتنا تتجاوز عشرات الالاف لبعضهم.. ومنهم من زاد عن 70 الف استشهاد..
- خريجونا مازالوا متميزون في اختصاصات مختلفة.. فالطب وتكنولوجيا المعلومات.. والهندسة شواهد عالمية واقليمية لأبنائنا.. حتى يومنا هذا..
- لا ننكر بان هناك بعض الخريجين ضعاف.. لكن بالمقابل هناك الاف الخريجين المبدعين.. فجامعاتنا الان تخرج عشرات اضعاف الاعداد السابقة.. لذلك ستجد منهم ضعاف المستوى..
وفي الختام.. وهو ما ينبغي ان يريح الجميع.. ويعلمه القاصي والداني.. المحب والمبغض.. ايجابي النظرة وسلبيها.. ان الجامعة الاردنية هي الجامعة رقم 240 على العالم بشهادة أصحاب العمل.. وهؤلاء يتم استفتاؤهم بسرية وبأعداد كبيرة.. وكذلك الجامعة الاردنية هي رقم 270 على مستوى العالم في السمعة الاكاديمية.. من خلال استطلاعات تقوم بها المؤسسات العالمية للتصنيف..
فرأي الاف الناس والمختصين الذين تم استفتاؤهم.. هو في رأيي اهم بكثير من رأي بعض الكاتبين هنا وهناك.. الذين تجدهم بدل ان يبنوا على المنجز ويعطوا نصائحهم للاستفادة منه.. يقومون بتبخيسه والنيل منه.. وفي النهاية هو رأيهم الذي لا يفسد الود.