عشنا لحظات ما قبل العيد عملنا خلالها على التحضير لهذه المناسبة، وكان حزيران حيث درجات الحرارة تأخذ بالتصاعد معلنة دخول الصيف ومع دخول الصيف دخلت روائح كثيرة مستبشرة؛ معلنة تخرج أجيال ودخولهم في مسارات الحياة، وكذلك خروج بعض الطواقم وتسلم غيرها لبث دماء جديدة، وما أن بدأت مجالس العيد إلا وظهرت الأحاديث من هنا وهناك معلنة سيناريوهات لمرحلة قادمة، وقد كان جلالة الملك سباقاً حينما قال بأن عشرين اربعة وعشرين سيكون عام الانتخابات النيابية والذي بني على إصلاحات سياسية منها المشاركة الحزبية في المرحلة القادمة بحيث تشكل نماذج مختلفة في الوصول إلى قرار يخدم الوطن والأمة، ونحن بانتظار هذه النتائج حتى يمكن القياس أو التعديل بما يخدم المرحلة.
إن وجود دورة استثنائية محملة بقوانين كثيرة يعني بأن الدورة طويلة لتفرز هذه القوانين حسب الاحتياج، وعلى مسارات أخرى فمن يلاحظ بأن موجبات التعديل تقتضيها طبيعة المرحلة والاحتياج وما يستجد، فالناظر يرى بعينه أنه لا بد من تعديل تستطيع من خلاله الحكومة الاستمرار للمرحلة القادمة وهذا يتطلب الوقوف على بعض المفاصل مراعياً إن كان هناك إخفاقات فلا بد من معالجتها وإن كان هناك إيجابيات فلا بد من تعزيزها حتى نستمر بقوة نحو أردن الغد، هذا الحديث حديث عام أما ما تقتضيه المرحلة الجديدة فهو تعزيز النشاط الرأسمالي والبناء عليه ومعالجة التهرب الضريبي وايجاد قوانين تتصف بالاستقرار لتشجع الاستثمار الخارجي على القدوم معطية للسياحة دوراً أكبر وهذا لا يتعزز إلا في بناء شبكة طرق حقيقية ووسائل اتصال قليلة التكلفة وإعادة النظر بمفهوم الوظيفة والتشغيل ثم الانطلاق نحو سياسة إعلامية تبين الإيجابيات وتعززها وتسلط الضوء على مواطن الضعف طالما أن الهدف هو مصلحة الوطن والمواطن.وليس عيباً أن نسوق ما هو جميل فالأردن يستحق الكثير وليس من بحولنا بوضع مثالي، فلكل دولة هناك نقاط قوة وضعف، والبعض ينظر إلى الدولة كخبز الذرة مأكول مذموم وعندما تكون هناك منافع يظهرون وعند الحاجة يختفون، ما هكذا تورد الإبل! فالإنتماء له ثمن وهو قائم على العطاء، وإنني أرى وبناءاً على متابعة لصناعة القرار فهو يضع مصلحة الأردن فوق كل إعتبار وعليه بأن كثير من السيناريوهات التي كانت وما زالت تدور قد تذهب مع الرياح ليظهر سيناريو الوطن ومصالحه العليا فوق كل إعتبار مبدياً بأن بعض الأمور قد تكون مفاجئة لبعض أصحاب المصالح.