مكوناتها وأركانها وارتفاعها.. كل ما تريد أن تعرفه عن الكعبة

فما هي مكوناتها وأركانها وارتفاعها، وماذا يوجد بداخلها؟ وكم مرة بنيت الكعبة؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة على بيت الله الحرام الكعبة المشرفة.

ارتفاع الكعبة وقياساتها

تتميز الكعبة بشكلها المكعبي وهي مبنية من الحجارة الصلبة. يبلغ ارتفاعها 15 متراً، وطولها من جهة الملتزم 12.84 متراً، وطولها من جهة حجر إسماعيل 11.28 متراً، وبين الركن اليماني والحجر 12.11 متراً، وبين الركنين اليماني والشامي 11.52 متراً.

يبلغ ارتفاع الجدر من فوق سقف الكعبة 80 سم، في حين يبلغ ارتفاع العتبة في أسفل الكعبة 45 سم، وارتفاع الزاوية التي فوق العتبة 13 سم. هذه الأبعاد تم تحديدها بعد تجديد الكعبة بالكامل عدة مرات على مر العصور، وتعكس الأهمية الكبيرة التي تحتلها الكعبة في الإسلام والتي تتجلّى في ارتفاعها وشكلها المميز.

مما تُصنع الكعبة؟

الكعبة لها عمودان بداخلها يدعمان السقف. ويوجد بداخلها 10 أحجار من الرخام الأبيض، وعلى كل منها تم حفر أسماء الخلفاء والملوك الذين رمموا الكعبة منذ القرن الـ6 الهجري وحتى يومنا هذا.

ترتفع جميع هذه الأحجار عن أرض الكعبة بحوالي 144 سم، ولا يوجد داخل الكعبة أي إضاءة أو فتحات لدخول الضوء.

أركان الكعبة

تتكون أركان الكعبة من 4 زوايا وهي:

الركن الشرقي.

الركن العراقي.

الركن الغربي.

الركن اليماني.

كل ركن من أركان الكعبة له موقع محدد واسم مميز يشير إلى اتجاهه.

يقع الركن الشرقي بجوار باب الكعبة ويشتهر باسم الركن الأسود، حيث يتواجد به الحجر الأسود ويبدأ منه الطواف. ويتوسط الركن العراقي بين الشرقي والغربي، ويشتهر باسم الركن الشمالي لكونه يواجه الشمال. أما الركن الغربي فيتلوّى باتجاه المغرب ويشتهر باسم الركن الشامي لتوجهه نحو الشام.

ويقع الركن اليماني في الاتجاه الجنوبي ويشتهر باسم المُستجار، ويُعد الموازي للحجر الأسود، وهو الركن الذي تم إلصاق قطعه بالمسامير في عهد الفاطميين، وفي العام 1040هـ، تم تجديد بناء الكعبة وانكسر طرف حجر الركن اليماني فوضع في محله رصاص مذاب وألصق الجزء المكسور.

معالم الكعبة

تتكون الكعبة من العديد من المعالم بينها:

الحجر الأسود: وهو حجر صقيل بيضي الشكل ولونه أقرب إلى الحمرة، يقع داخل ركن الكعبة الجنوبي الشرقي. يحيط به إطار من الفضة ويقال إن جبريل جاء به من الجنة وناوله إبراهيم عليه السلام.

المُلتزَم: وهو الجزء المحصور بين ركن الحجر وباب الكعبة، ويلتصق به الطائف بالبيت عند دعائه لله تعالى واستغاثته به.

باب الكعبة: وهو باب واحد مرصع بالذهب الخالص ويقع في الجانب الشرقي من الكعبة، وهو الباب الرئيسي لدخول الكعبة. يوجد قفل ومفتاح للباب، إضافة إلى سلم من الخشب المصفح بالفضة ويوضع في مكانه حين يراد فتح البيت.

حِجر إسماعيل: وهو الحائط الواقع شمالي الكعبة وشكله الهندسي نصف دائري، ويكون على يسار الطائفين بالبيت.

الميزاب: وهو مصب المطر الذي يسقط على ظهر الكعبة، ويقع في الجهة الشمالية منها بحيث يصب على حجر إسماعيل، وهو ملبس بصفائح من الذهب.

الركن اليماني: وهو أشهر أركان الكعبة ويُستحب للطائف بالبيت أن يلمسه في كل شوط إن استطاع وإلا أشار إليه بيده، ويقع بين الحجر الأسود والميزاب.

الشاذروان: بناء لطيف ملصق بحائط الكعبة في أسفل جدارها مما يلي أرض المطاف من جهاتها الثلاث عدا جهة حِجْر إسماعيل. يتم تثبيت كسوة الكعبة عليه.

ما هو الحجر الأسود؟

يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء، وهو بيضاوي الشكل وأسود اللون مع انحدار لونه نحو الحمرة، ويبلغ قطره 30 سم، ويوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، ويعتبر نقطة بداية الطواف ونهايته.

يُحيط بالحجر إطار من الفضة الخالصة، ويظهر مكانه بيضاويًا، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض مترا ونصفا.

ويعود سواد لونه إلى الذنوب التي ارتُكبت، وفقا للروايات عن النبي محمد. ويقول النبي محمد بأنه نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض كاللبن، وإنما أسوده خطايا بني آدم.

ويكون السواد في ظاهر الحجر فقط، أما الجزء الآخر منه فيكون بياضًا.

كم مرة أعيد بناء الكعبة؟

أعيد بناء الكعبة مرات عدة عبر التاريخ. فوفقًا للموروثات الإسلامية، بنى آدم عليه السلام المسجد الحرام بمساعدة الملائكة. وبعد ذلك، بعث الله نبيه إبراهيم عليه السلام لإعادة بناء الكعبة ورفع قواعدها، وساعده في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام.

استمر البناء حتى تم الانتهاء ورفع ارتفاع الكعبة إلى نحو 5 أمتار. لكن بسبب العوامل الطبيعية تعرضت الكعبة للتلف، فقامت قبائل مختلفة بإصلاحها. في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، هُدم الحائط الشمالي وأخرج الحجر وتم إعادة بناء الكعبة كما كانت عليه قبل عمل ابن الزبير.

في العهد السعودي، تم تجديد الكعبة بالكامل، بما في ذلك سقفها وأرضياتها وجدرانها، وترميم الدرج الذي في باطنها. في العام 1997، تم تجديد الكعبة تجديدا كليا من الداخل، وكانت هذه آخر عمارة للكعبة المشرفة.

في الختام، الكعبة هي رمز وحدة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتاريخها وأهميتها متجذران بعمق التقاليد الإسلامية. ومكونات الكعبة وأعمدتها وارتفاعها وما بداخلها كلها جوانب مهمة لهذا الموقع المقدس الذي يستمر في جذب ملايين الحجاج كل عام.