لقاء ملكي مميز يوم أمس في قصر الحسينية مع نخبة من السياسيين والكُتّاب الصحفيين يعطينا الحافز الكبير كشباب أردني ولجميع العاملين في السياسة من أجل البدء بوضع خطط واستراتيجيات للمرحلة المقبلة من عملية التحديث السياسي وهي العملية الانتخابية والتي تعتبر ركيزة اساسية للمرحلة ككل.
إن الانتخابات القادمة ستُجرى بقانون جديد تم إفرازه بعد نقاشات مستفيضة من خلال لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي شُكِّلَت بارادة ملكية وشارك بها نخبة مميزة من أبناء هذا الوطن من المتخصصين في الشأن السياسي، حيث قدَّمت هذه اللجنة مُخرجاتها لمجلس النواب الذي تَوَافق على هذه المُخرجات بقانون عصري سيعطي مساحة أكبر من كل ما مضى للأحزاب السياسية.
ولعل من يتابع تفاصيل اللقاء الملكي يُدرك ويتأكد بأن هناك رؤية ملكية اتجاه هذا المشروع السياسي القادم والذي يدفع به جلالة الملك عند أي تباطؤ، حيث أن هذا الحديث الملكي أيضاً يكون خارطة طريق للأحزاب السياسية الحالية بأن تبدأ خططهم.
إننا اليوم معنيين بأن نكون شُركاء في إنجاح التجربة كما أشار جلالة الملك، فهناك توازي بين التحديث السياسي والاداري والاقتصادي وكلها تصب في مصلحة الوطن والإصلاح المنشود الذي نريده جميعاً، كما أنّ الجميع معنيين بتقديم كل ما لديهم لإقناع الناخبين بالذهاب لصناديق الاقتراع ويكونوا فاعلين أكثر في تحفيز المشاركة بالعملية السياسية ككل.
في الختام، نفتخر دوماً بالحديث الملكي الذي لا يخلو من دعم الشباب وأهمية تفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية وأعطائهم مساحتهم ليصنعوا التغيير وليسهموا بشكل حقيقي في دعم مسيرة التنمية في مختلف مساراتها، هذا الدعم الملكي الكبير الذي نضعه وساماً على صدورنا ويجعلنا نلتقط الإشارات الملكية حتماً بأن نسعى بشكل جدّي لأن ننهض في الحياة السياسية التي هي مفتاح التغيير لكل مسارات التحديث التي تجعلنا نبدأ سنوات المئوية الثانية من عمر دولتنا الأردنية بكل همة واجتهاد.
