مدار الساعة - محمود كريشان - بحزن وألم ودع أهل عمان أقدم متجر للخياطة وبيع الأقمشة والأجواخ الأجنبية الفاخرة، ذلك عندما قرر اصحاب متجر استفان توتونجيان أولاده في شارع بسمان وسط البلد إغلاق متجرهم وطي صفحات مشرقة من تاريخ العاصمة وحراكها التجاري.
أستفان توتوجيان أقدم خياط مختص بالبدلات في تاريخ الأردن وقد أورث المهنة لولديه ومن ضمنهما الخياط فاهي توتونجيان.
في هذا المتجر كل شيء يوحي بالعراقة في مخيطة تقع على تقاطع البريد وسط المدينة بين شارع الأمير محمد وشارع بسمان، الديكور والأدوات والأقمشة الفاخرة المرصوفة على الأرفف، ذهبت وغادرت ذاكرة المدينة، وكذلك واللوحة الصغيرة التي تشير إلى أنهم وكلاء الماركة العالمية “دوروميل” للأقمشة.
وقد احتضن متحف آرمات عمان وسط البلد الآرمة العريقة التي تعود الى العام ١٩٥٠ وبهذا الصدد قال مؤسس المتحف وأمينه الفنان غازي خطاب انه يشعر بالحزن على قرار اصحاب المتجر بإغلاقه لأنه جزء من تاريخ عمان يروي تفاصيل الأناقة والرقي، وانهم قدموا الآرمة لتكون من ضمن مقتنيات متحف آرمات عمان التي لا تقدر بثمن.
في غضون ذلك يقول الخياط فاهي توتونجيان انه ورث وشقيقه الصنعة والمحل عن والدهما ستفان توتونجيان، الأرمني الذي هاجر بلاده أرمينيا منذ المذبحة الشهيرة عام 1914 وتعلم حرفة الخياطة ونال شهادة من فرنسا عام 1930 بالخياطة الستاتيةثم أخرى من بريطانيا عام 1936 بالخياطة الرجالية، فيما نال فاهي شهادة مماثلة من الجهة ذاتها عام 1966.
ويعتز فاهي بتاريخ متجرهم، حيث كان زبائنه من كبار شخصيات الدولة والوجهاء، ويتذكر أيام كان يستدعى الى قصر رغدان كي يأخذ مقاسات أصحاب السمو الأمراء وذاكرة زمن كان يروي أناقة أهل عمان.
