الجميع تابع لقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مع طلبة الجامعات داخل حرم ام الجامعات الجامعة الاردنية، فالرئيس وفريقه تحدثوا بكل شيء باستثناء الاجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة والدولة بكافة اركانها والتي قادتنا للوصول لمرحلة نتحدث بها عن المستقبل وليس عن مشاكل تواجه كافة دول العالم اليوم ونجحنا نحن في الاردن بتفاديها، فماذا كان على الرئيس ان يقوله ولم يقله لشبابنا؟.
شبابنا حاليا ونتيجة بعض من السوداويين والمحبطين والمتشائمين، بدأوا يعانون من سوء ثقة بكافة اجراءات الحكومة معتقدين بان لاشيء يفعل على الاطلاق من قبلها ومن قبل كافة جهات الدولة، معتقدين اننا نمتلك كافة الموارد في الدنيا غير ان سوء الادارة هو من يحرمهم منها وبأننا دولة نفطية وان الفساد ينهشها من كل مكان وهذا غير صحيح على الاطلاق، فنحن دولة محدودة الموارد والامكانيات ومتعرضة لضغوط وتحديات كبيرة، ومع ذلك صمدنا ونجحنا.
ما تعرض له شبابنا من تدليس وتزييف من قبل بعض من المدعين خلال السنوات الماضية والتي شهدت فيها المملكة على تحديات جسام، تستدعي منا جميعا أن نضع الامور بنصابها الصحيح لاستعادة الثقة من قبلهم والتي توضح بأننا في الاردن قد استطعنا ان ننجو بالوطن وبهم من ويلات الاحداث والمتغيرات الجوسياسية بالعالم والمنطقة وبقينا محافظين على استقرارنا النقدي والمالي والامني والسياسي رغما عن الاوضاع المالية والاقتصادية التي خلفتها تلك التداعيات منذ الازمة الاقتصادية العالمية والربيع العربي وما رافقها من ارهاب ولجوء وصولا لدخولنا في جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية.
ما يجب ان يعرفه شبابنا وبالضرورة هو كيف تمكنا من عبور تلك الازمات رغما عن كل المؤمرات التي تحاك علينا نتيجة مواقفنا السياسية والعروبية القومية، والاهم كيف تمكن اقتصادنا الوطني من مجاراة هذه الاحداث والتعامل معها بكل مرونة وحرفية وبجهود مشتركة ما بين الجميع رغما عن قلة الامكانيات وضعف ادوات المقاومة والتي تتضح من انهيار دول كثيرة منها كبرى ومتوسطة ودول كثيرة تشبهنا في الموارد والامكانيات، فما تحقق يجب ان يعظم لانه قصة نجاح حقيقية.
نعم كان لابد من تسليط الضوء على استقرارنا النقدي والمالي وقوة عملتنا الوطنية وتفوقها على عملات دول كبرى، وكيف استطعنا أن نحافظ على معدلات التضخم مستقرة على انخفاض، وكيف قدرنا على المحافظة على استقرار العمالة ومعدلات البطالة لدينا، والاهم كيف استطعنا ان نتجاوز الازمة الصحية دون وقوف الاردنيين في طوابير انتظار الاسرة والعلاج وصولا للتعافي الاقتصادي الذي يحقق معدلات نمو غير مسبوقة منذ عشرات السنوات.
أن نضع شبابنا بحقيقة اقتصادنا وامكانياته وقدراته وما يعانيه من قلة موارد وامكانيات اصبح ضرورة ملحة ليدركوا بعد ذلك ان وطنهم يحقق انجازات غير مسبوقة تستحق كل الثقة منهم باننا قادرون على تنفيذ كل ما جاء في الرؤى التحديثية التي ما كنا لنصل اليها لولا نجاحنا في كل شيء، والاهم من ذلك عدم تركهم فريسة لافكار سوداء واحباط يحاول البعض غرسه فيهم لخلق حالة اليأس تجاه مستقبلهم ومستقبل الوطن.